تداويت من ليلى بليلى فما اشتفى * بماء الربي من بات بالريق يشرق ولأبي تمام في هذا المعنى ما لا يقصر عن إحسان وهو سلام ترجف الأحشاء منه * على الحسن ابن وهب والعراق على البلد الحبيب إلى غورا * ونجدا والأخ العذب المذاق ليالي نحن في وسنات عيش * كأن الدهر عنا في وثاق وأيام له ولنا لدان * غفينا من حواشيها الرفاق (1) كأن العهد عن عفر لدينا * وإن كان التلاقي عن تلاق (مجلس آخر 63) [تأويل آية].. إن سأل سائل عن قوله تعالى (وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو) الآية.. فقال كيف خاطب آدم وحواء عليهما السلام بخطاب الجمع وهما اثنان وكيف نسب بينهما العداوة وأي عداوة كانت بينهما.. الجواب قلنا قد ذكر في هذه الآية وجوه.. أولها أن يكون الخطاب متوجها إلى آدم وحواء وذريتهما لان الوالدين يدلان على الذرية ويتعلق بهما ويقوى ذلك قوله تعالى حاكيا عن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام (ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك).. وثانيها أن يكون الخطاب لآدم وحواء عليهما السلام ولإبليس اللعين وأن يكون الجميع مشتركين في الامر بالهبوط وليس لاحد أن يستبعد هذا الجواب من حيث لم يتقدم لإبليس ذكر في قوله تعالى (يا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة) لأنه وإن لم يخاطب بذلك فقد جرى ذكره في قوله تعالى (فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه) فجائز أن يعود
(٦٢)