ومعنى - لا نلعنهم - أي لا نبعدهم واللعين البعيد - ونصيرها - ههنا ما يمنع من عقرها من حسن وتمام وولد وما جرى ذلك المجرى والنصير والسلاح في المعنى واحد (مجلس آخر 60) [تأويل آية].. إن سأل سائل عن قوله تعالى (ولا تقولن لشئ إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله).. فقال ما تنكرون أن يكون ظاهر هذه الآية يقتضى أن يكون جميع ما نفعله يشاؤه ويريده لأنه تعالى لم يخص شيئا من شئ وهذا بخلاف مذهبكم وليس لكم أن تقولوا إنه خطاب للرسول عليه الصلاة والسلام خاصة وهو لا يفعل إلا ما يشاء الله تعالى لأنه قد يفعل المباح بلا خلاف ويفعل الصغائر عند أكثركم فلابد من أن يكون في أفعاله تعالى ما لا يشاؤه عندكم ولأنه أيضا تأديب لنا كما أنه تعليم له عليه الصلاة والسلام ولذلك يحسن منا أن نقول ذلك فيما يفعله.. الجواب قلنا تأويل هذه الآية مبنى على وجهين .. أحدهما أن يجعل حرف الشرط الذي هو إن متعلقا بما يليه وبما هو متعلق به في الظاهر من غير تقدير محذوف ويكون التقدير ولا تقولن إنك تفعل إلا ما يريد الله تعالى وهذا الجواب ذكره الفراء وما رأيته إلا له ومن العجب تغلغله إلى مثل هذا مع أنه لم يكن متظاهرا بالقول بالعدل وعلى هذا الجواب لا شبهة في الآية ولا سؤال للقوم عليه وفى هذا الوجه ترجيح على غيره من حيث اتبعنا فيه الظاهر ولم نقدر محذوفا وعلى كل جواب مطابق الظاهر ولم يبن على محذوف كان أولى.. والجواب الآخر أن نجعل أن متعلقة بمحذوف ويكون التقدير ولا تقولن لشئ إني فاعل ذلك غدا إلا أن تقول إن يشاء الله لان من عاداتهم إضمار القول في مثل هذا الموضع واختصار الكلام إذا طال وكان في الموجود منه دلالة على المفقود وعلى هذا الجواب يحتاج إلى الجواب عما سئلنا عنه فنقول هذا تأديب من الله تعالى لعباده وتعليم لهم أن يعلقوا ما يخبرون به بهذه اللفظة حتى يخرج من حد القطع ولا شبهة في أن ذلك مختص بالطاعات وأن الافعال
(٣٣)