على سبيل التجوز أن يقال إنه تعالى فيما يدل عليه الدليل الذي نصبه الله تعالى ليدل على مرارة ويرشد إليه إنه مكلم لنا ومخاطب ولهذا لا يمتنع المسلمون من أن يقولوا إنه تعالى خاطبنا بما دلت عليه الأدلة العقلية وأمرنا بعبادته واجتناب ما كرهه منا وفعل ما أراده وهكذا يقولون فيمن فعل فعلا يدل على أمر من الأمور قد خاطبنا فلان بما فعل من كذا بكذا وكذا وقال لنا وأمرنا وزجرنا وما أشبه ذلك من الألفاظ التي يجرونها على الكلام الحقيقي وهذا الاستعمال أكثر وأظهر من أن نورد أمثاله ونظائره [قال الشريف المرتضى] رضي الله عنه ومن مستحسن ما قيل في الذئب قول أسماء بن خارجة بن حصن الفزاري ولقد ألم بنا لنقريه * بادي الشقاء محارف الكسب يدعو الغنا أن نال علقته * من مطعم غبا إلى غب وطوى ثميلته وألحقها * بالصلب بعد لدونة الصلب يا ضل سعيك ما صنعت بها * جمعت من شب إلى دب لو كنت ذالب تعيش به * لفعلت فعل المرء ذي اللب وجمعت صالح ما احترفت وما * جمعت من نهب إلى نهب وأظنه شغبا تدل به * فلقد منيت بغاية الشغب إذ كان غير مناصل تعصى بها * مشحوذة وركائب الركب فاغمد إلى أهل الوقير فما * يخشاك غير مقرمص الذرب أحسبتنا ممن تطيف به * فاختر بها للأمن والخصب وبغير معرفة ولا سبب * أنى وشعبك ليس من شعبي لما رأى أن ليس نافعه * جد تهاون صادق الإرب
(١١٧)