جميعها كذلك ومعلوم ضرورة أن جميع الأرض ليس مسطوحا مبسوطا وإن كان مواضع التصرف منها بهذه الصفة والمنجمون لا يدفعون أن يكون في الأرض بسائط وسطوح يتصرف عليها ويستقر فيها وإنما يذهبون إلى أن بجملتها شكل الكرة وليس له أن يقول قوله تعالى (وجعل لكم الأرض فراشا) يقتضى الإشارة إلى جميع الأرض وجملتها لا إلى مواضع منها لان ذلك تدفعه الضرورة من حيث أنا نعلم بالمشاهدة أن فيها ما ليس ببساط ولا فراش ولا شبهة في أن جعله تعالى السماء على ما هي عليه من الصفة مما له تعلق بمنافعنا ومصالحنا وكذلك إنزاله تعالى منها الماء الذي هو المطر الذي تظهر به الثمرات فننتفع بنيلها والاغتذاء بها.. فأما قوله تعالى (فلا تجعلوا الله أندادا) فإن الند هو المثل (1) والعدل.. قال حسان بن ثابت أتهجوا ولست له بند * فشركما لخير كما الفداء (2)
(٩٧)