وألقوا مقاليد الأمور إليهما * جميعا وكانوا كارهين وطوعا أراد - بالعمرين - رجلين يقال لأحدهما عمرو وللآخر بدر وقد فسره الشاعر في البيت .. ومثله جزاني الزهدمان جزاء سوء * وكنت المرء يجزى بالكرامة (1) أراد - بالزهدمين - رجلين يقال لأحدهما زهدم وللآخر كردم فغلب وكل الذي ذكرناه يقوى هذا الجواب من جواز تسمية الجزاء على الذنب باسمه وتغليبه عليه للمقاربة والاختصاص التام بين الذنب والجزاء عليه.. والجواب السادس ما روى عن ابن عباس أنه قال يفتح لهم وهم في النار باب من الجنة فيقبلون إليه مسرعين حتى إذا انتهوا إليه سد عليهم فيضحك المؤمنون منهم إذا رأوا الأبواب قد أغلقت عليهم ولذلك قال تعالى (فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون على الأرائك ينظرون).. فإن قيل فأي فائدة في هذا الوجه وما وجه الحكمة فيه.. قلنا وجه الحكمة فيه ظاهر لان ذلك أغلظ في نفوسهم وأعظم في مكروهم وهو ضرب من العقاب الذي يستحقونه بأفعالهم القبيحة
(٥٨)