ذهب المعروف إلا ذكره * ربما أبكى الفتى ما ذكرا وبقينا في زمان معضل * يشرب الصفو ويبقى الكدرا قال وله قد أدرك الحاجة ممنوعة * وتولع النفس بما لا تنال والهم ما أمسكته في الحشا * داء وبعض الداء لا يستقال فاحتمل الهم على عاتق * إن لم تساعفك العلندى الجلال قال يحيى قوله - عاتق - يعنى الخمر وهذا مثل قوله لما رأيت الحظ حظ الجاهل * ولم أر المغبون غير العاقل رحلت عنسا من شراب بابل * فبت من عقلي على مراحل [قال الشريف المرتضي] رضي الله عنه هذا الذي ذكره يحتمله البيت على استكراه ويحتمل أيضا أن يريد بالعاتق العضو ويكون المعنى إن لم تجد من بحمل عنك همومك ويقوم بأثقالك ويخفف عنك فتحمل ذلك أنت بنفسك واصبر عليه فكأنه يأمر نفسه بالتجلد والتصبر على البأس وهذا البيت له نظائر كثيرة في الشعر.. وأخبرنا المرزباني قال حدثنا علي بن هارون قال حدثني أبي قال من بارع شعر بشار قوله يصف جارية مغنية قال على وما في الدنيا شئ لقديم ولا محدث من منثور ولا منظوم في صفة الغناء واستحسانه مثل هذه الأبيات ورائحة للعين فيها مخيلة * إذا برقت لم تسق بطن صعيد من المستهلات الهموم على الفتى * خفا برقها في عصفر وعقود حسدت عليها كل شئ يمسها * وما كنت لولا حبها بحسود وأصفر مثل الزعفران شربته * على صوت صفراء الترائب رود كأن أميرا جالسا في ثيابها * تؤمل رؤياه عيون وفود
(٤٩)