السبب فيما أحلت بنفسها؟ فقالت: هذه الصورة صورة زوجي فسألاها عن اسمه واسم أبيه وأمه فأسمتهم جميعا فقالا لها وأين زوجك هذا؟ قالت: في البئر التي أخرجت منها فركب أبى وأمي في أكثر أهل البلد ومعه الغلمان الذين أخرجوا الجارية من البئر حتى وافوا البئر فدلوا الدلو قال البطريق فلما رأيت الدلو وكنت قد سللت سيفي الذي أنزل معي من غمده وجعلت ذؤابته بين ثدي لأتكي عليه فأخرجه من ظهري فأستريح من الدنيا لغلبة الغم على فوثبت وقعدت في الدلو واجتذبني من كان فوق البئر حتى خرجت منها فوجدت أبى وأمي وامرأتي على شفيرها وقد أحضروا لي الدواب لانصرف إلى بيت أبى وأمي وكان أبى قد صار ملك تلك البلاد فلم أطعهما وأعلمتهما أن الأصوب البعثة إلى أبى الجارية وأمها حتى يرى ابنتهما مثل ما رآني أبواي ففعلا ذلك ووجها إلى أبى الجارية وهو صاحب الرخان فخرج في أهل مملكته حتى عايناها، وأقاما لها عرسا وحدثت مهادنة بين الروم والرخان جرت فيها أيمان أنه لا يغزو أحد منهما صاحبه ثلاثين سنة وصار القوم إلى بلادهم، وصرنا إلى منازلنا ومات أبى فورثت البطرقة منه ورزقت من ابنة الملك الولد، وأنت يا عربي إن كان الغم قد بلغ منك ما ذكرت فقد جاءك الفرج. قال: فلما انقضى كلام البطريق حتى دخل عليه رسول ملك الروم فقال له: يقول لك الملك صر إلى فخرج إليه ثم عاد فقال يا عربي قد جاءك الفرج. ثم قال لي: إني كنت عند الملك وجرى ذكر العرب فرمتهم البطارقة عن قوس واحد وذكروا أنهم لا عقول لهم ولا أدب، وإن قهرهم الروم هو بالغلبة لا بحسن التدبير فأعلمت الملك أن الامر على خلاف ما ذكروا وأن للعرب آدابا وأذهانا فقال لي الملك: أنت لمحبتك لضيفك العربي مفرط في اعطاء العرب ما ليس لها فقلت إن رأى الملك أن يأذن لي في إحضار العربي للجمع بنيه وبين هؤلاء المتكلمين ليعرف فضيلته فأمرني بحملك إليه. فقال قبات: فقلت له بئسما صنعت بي لأني أخاف ان غلبتني أصحابه أن يستخف بي، وإن غلبتهم أن يضهدني فقال صفتك هذه صفة العامة والملوك على خلافها وإني أخبرك أنك إن غلبتهم جللت في عين الملك وكنت
(١٥٢)