الباب الخامس من خرج من حبس أو أسر أو اعتقال، إلى سراح وسلامة وصلاح حال حدثنا أبو العباس أحمد المعروف بالأشرم المقرئ الخياط البغدادي بالبصرة بالاسناد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين أنه لما أصاب من هوازن ما أصاب من أموالهم وسباياهم أدركته هوازن بالجعرانة قد أسلموا، فقالوا يا رسول الله: إنا أهل عشيرة وقد أصابنا من البلاء ما لم يخف عليك فامنن علينا من الله عليك، وقام خطيهم زهير بن صرد فقال يا رسول الله: إن ما في الحظائر من النساء خالاتك وعماتك وحواضنك اللاتي تكفلنك ولو إنا صابحنا ابن أبي شمر الغساني أو النعمان بن المنذر * ثم أصابنا منهم الذي أصابنا منك، رجونا عائدهما أو عطفهما، وأنت خير المكفولين ثم أنشده شعرا:
امنن علينا رسول الله في كرم * فإنك المرء نرجوه وننتظر امنن على بيضة قد عاقها قور * مفرق شملها في دارها غير أبقت لنا الحرب أقواها على حذر * على قلوبهم الغماء والغمر إن لم تداركهم نعماء تبشرهم * يا أرجح الناس حلما حين تختبر امنن على نسوة قد كنت ترضعها * إذ فوك تملاه من محضها درر لا تجعلنا كمن شالت نعامته * واستبق منا فانا معشر زهر إنا لنشكر للنعماء إذ كفرت * وعندنا بعد هذا اليوم مدخر يا خير من مرحت كمت الجياد به * عند الهياج إذا ما استوقد الشرر فالبس العفو من قد كنت ترضعه * من أمهاتك إن العفو مشتهر إنا نؤمل عفوا منك نلبسه * هادي البرية إذ تعفو وتنتصر عفوا عفا الله عما أنت وأهبه * يوم القيامة إذ يهدى لك الظهر فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الشعر قال: " ما كان لي ولبنى