الباب السادس من فارق شدة إلى رخاء بعد بشرى منام ولم يشب صدق تأويله كذب الأحلام قال أبو علي: أخبرني أبو بكر محد بن يحيى الصولي، قال: حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عياد الجيشي قال: رأى المعتضد وهو في حبس أبيه كأن شيخا جالسا على دجلة يمد يده إلى ماء دجلة فيصير في يده وتجف دجلة ثم يرده من يده فتعود دجلة كما كانت فسألت عنه فقيل لي هذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقمت إليه فسلمت عليه فقال لي يا أحمد: إن هذا الامر صائر إليك فلا تتعرض لولدي وصنهم ولا تؤذهم. فقلت السمع والطاعة لك يا أمير المؤمنين * وحدثني أبي رحمه الله تعالى بهذا الحديث على أتم من هذا بإسناد ذكره عن ابن حمدون النديم قال: قال لي المعتضد وهو خليفة لما قدم أبى وهو عليل العلة التي مات فيها وأنا في حبسه ازداد خوفي على نفسي ولم أشكك في أن إسماعيل بن بلبل سيحمله على قتلى أو يحتال بحيلة يسفك دمى بها إذا وجد أبى قد ثقل في علته وآيس منه، فقمت ليلة من تلك الليالي وأنا من الخوف على أمر عظيم وقد صليت صلاة كثيرة ودعوت الله عز وجل فرأيت في منامي كأني على شاطئ دجلة فرأيت رجلا جالسا على الشط وهو يدخل يده في الماء فيقبض عليه فتقف دجلة ولا يخرج من تحت يده جرعة من ماء حتى يجف ما تحت يده ويتزايد الماء إلى فوق يده ويقف كالطود العظيم ثم يخرج يده من الماء فيجرى ففعل ذلك دائما فهالني ما رأيت فدنوت منه فسلمت عليه وقلت له من أنت يا عبد الله الصالح؟ قال: أنا علي بن أبي طالب! قلت يا أمير المؤمنين ادع على. قال: ان هذا الامر صائر إليك فاعتضد بالله تبارك وتعالى واحفظني في ولدى. قال: فانتبهت وكأني أسمع كلامه لسرعة المنام فوثقت بأنى أتقلد الخلافة وقويت نفسي وزال خوفي فقلت لغلام كان معي في الحبس لم يكن معي غيره من غلماني إذا أصبحت
(١٥٤)