عن محبتي والرغبة في خدمتي، وطلب الحيل في الرجوع إلى، وانكشف لي أنك ما أعددت لنفسك بعد الله عز وجل سواي، ولا عرفت وجها تلجأ إليه في الدنيا غيري، فما ترى بعد هذا إلا كل ما تحبه وسأ على منزلتك، وأبلغ بك مراتب نظرائك، ولعل الله عز وجل استجاب فيك دعاء هذا الشيخ ونفعك بالآيات من القرآن العظيم، فبأي شئ كافأت الرجل؟ فقلت: ما أعطيته غير ذلك الدينار. فقال سبحان الله: قم إلى الخزانة وخذ ما تريد واعطه فأخذت هذا من الخزانة وجئتك به. وأعطاني خمسمائة درهم. وقال: الزمنى فانى أحسن إليك إن شاء الله تعالى فجئته بعد مدة فإذا هو قائد جليل، وصار لي عدة على الزمان.
قال وحدثنا أبو الحسن محمد بن محمد المعروف بابن المهتدين، قال: حدثني أبو مروان الحامدي، قال: لما ظلم الناس بواسط أحمد بن سعيد الكوفي وهو إذ ذاك يتقلدها لناصر الدولة وقد تقلد ناصر الدولة أمرة الامراء ببغداد كنت أحد من ظلم ظلمني وأخذ من ضيعي بالحامدية نيفا وأربعين كرا أرزا بالنصف من حق الدهقنة بغير تأويل سوى ما أخذه من حق بيت المال وظلم فيه، فتظلمت إليه وكلمته فلم ينصفني وكان الكر الأرز بالنصف إذ ذاك يساوى ثلاثين دينارا فقلت له: قد أخذ سيدنا أيده الله منى ما أخذ ووالله ما عندي أنا وعيالي شئ سواه، ومالي ما أقوتهم به باقي سنتي، ولا ما أعمر به ضيعتي وقد طابت نفسي أن يطلق لي من جملته عشرة أكرار وأجعل الباقي له حلالا. فقال: لا أفعل. وبكيت بين يديه وقبلت يده ورققته وقلت: فهب لي ثلاثة أكرار وتصدق بها على وأنت من جميعه في حل، فقال:
والله ولا رزة واحدة. قال فتحيرت وقلت له فإني أتظلم إلى الله عز وجل منك. فقال كن على ظلامتك يكررها دفعات ويكسر الميم بلسان أهل الكوفة، فانصرفت محترق القلب منقطع الرجاء، فجمعت عيالي وما زلت أدعو الله عليه ليالي كثيرة، فهرب من واسط في الليلة الحادية عشرة من أخذ الأرز فجئت إلى البيدر وأرزي مطروح فيه، وأخذته وحملته إلى منزلي، وما عاد