مسرعا إلى وعانقني وأجلسني وأخذ يهنيني بالوزارة فتهنيت ولم يكن عندي علم من شئ من الامر، ولا مقدمة له فأخرج كتابا قد ورد عليه من القاهر بالله يعلمه فيه تقليده إياي الوزارة، ويأمره فيه بطاعتي وسلم إلى كتابا من القاهر بمثل ذلك يأمرني فيه بالنظر في أمر فارس والأولياء بها واستصحاب ما يمكنني من المال وتدبير أمر البلدة بما أراه والبدار إلى حضرته فإنه قد استخلف لي إلى وقت حضوري الكلوباذي. فحمدت الله تعالى وشكرته وإذا الحداد واقف فتقدمت إليه يفك قيودي وقيود الرجل ففكت ودخلت الحمام وأصلحت من أمري وأمر الرجل وخرجت فجلست ونظرت في الأعمال والأموال وجمعت مالا جليلا في مدة يسيرة وقررت أمور البلدة واستصحبت الرجل إلى الحضرة حتى جلست هذا المجلس وفرج الله عنى وعنه في يوم السبت * وقال إبراهيم بن العباس: كنت أكتب لأحمد بن أبي خالد فدخلت عليه يوما فرأيته مطرقا مفكرا مغموما، فسألته عن خبره فاخرج لي رقعة فإذا فيها: ان حظية من أعز جواريه يخالف إليها وتوطئ فراشه غيره، ويستشهد في الرقعة خادمين على ذلك كانا ثقتين عنده. قال، فدعوت الخادمين وسألتهما عن ذلك فأنكراه فتهددتهما بالقتل فأقاما على الانكار فضربتهما فاعترفا بذلك على الجارية بكل ما في الرقعة، وإني لم أذق أمس واليوم ذواقا وقد هممت بقتل الجارية. قال: فوجدت بين يديه مصحفا ففتحه فكان أول ما خرج فيه: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا (1) الآية قال: فشككت أنا في صحة الحديث ورأيته ما خرج في الفأل وقلت دعني أتلطف في كشف هذا. فخلوت بأحد الخادمين وناجيته عن الامر فقال النار ولا العار، وذكر أن امرأة أحمد بن أبي خالد وجهت إليه بكيس فيه ألف دينار وسألته الشهادة على الجارية وأمرته أن لا يذكر شيئا إلا بعد أن يقع به مكروه ليكون أثبت للخبر، وأحضر الكيس مختوما بختم المرأة، ودعوت بالآخر فخلوت به فاعترف بمثل هذا فبادرت إلى أحمد بالبشارة فما
(٥٩)