ولقد أراني قبل ذلك ناعما * جذلان آبى ان أضام وآنف واستنكرت ساقى الوثاق وساعدي * وأنا أمرؤ بادي الأشاجع أعجف وأضامني قوم وكنت أضيمهم * فالآن أصبر للزمان وأعرف وإذا تصبك من الحوادث نكبة * فاصبر لها فلعلها تتكشف وذكر أبو عبد الله بن عبدوس في " كتاب الوزراء ": أن نجاح بن سلمة حبس إبراهيم بن المدبر مكايدة لأخيه وذلك في أيام المتوكل، فلما طال حبس إبراهيم ولم يجد حيلة في الخلاص عمل أبياتا أنفذها إلى المشدود الطنبوري وسأله أن يعمل فيها لحنا ويغنى بها المتوكل فإذا سأل عن قائلها عرفه أنها له.
ففعل المشدود ذلك وسأله المتوكل فقال لعبدك إبراهيم بن المدبر فذكره فأمر بإطلاقه والابيات هي:
بأبي من بات عندي * طارقا من غير وعدى بات يشكو شدة الشوق * وأشكو فرط وجدى وتجنى فبكى فانهل * در فوق وردي قيد تحت يد طورا * وخد فوق خدى وذكر أيضا أن إسحاق بن سعيد، قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن عيسى المروروذي صاحب يحيى بن خاقان عنه، قال: كان المأمون الزمني خمسة آلاف ألف درهم فأعلمته أنى لا أملك إلا سبعمائة ألف درهم وحلفت على ذلك أيمانا مغلظة اجتهدت فيها فلم يقبل منى وحبسني عند أحمد بن هشام وكان بيني وبينه شر قد شهر وعرف وكان يتقلد الحرس فقال أحمد للموكلين بي: احفظوا واحذروا أن يسم نفسه. ففطن المأمون لمراده. فقال له يا أحمد: لا يأكل يحيى بن خاقان إلا ما يؤتى به من منزله، قال: فأقمت على ذلك ووجه إلى فرج الرجحي بألف ألف درهم، ووجه إلى الحسن بن سهل بألف ألف درم فأضفت ذلك إلى ما كان عندي حتى جمعت خمسة آلاف ألف درهم. فلما اجتمعت كتبت إلى المأمون بحضور المال الذي ألزمنيه فأمر