عبد الله بن طاهر ومسرور الخادم في إطلاقه قال فرج: فبت ليلتي وأنا مفكر إذ أتاني آت فقال لي:
لما أتى فرج من ربه فرجا * جئنا إلى فرج نبغي به الفرجا فلما أصبحت لم أشعر إلا واللواء قد عقد لي على ولاية فارس والأهواز وأطلق لي معونة خمسمائة ألف درهم، وإذا أبو البغا الشاعر قائم على باب داري وقد كتب هذا البيت في رقعة فقلت له: متى قلت هذا؟ فقال في الوقت الذي رضي عنك فيه. فأمرت له بعشرين ألف درهم * وقال عمار بن عقبة ابن عمارة من آل سلمى ابن المطهر حدثني ملازم بن عدام الحنفي، وعن عمه ملازم بن حريث الحنفي قال: كنت في حبس الحجاج بسبب الحرورية فحبس معنا رجل فأقام حينا لا نسمعه يتكلم بكلمة حتى كان في اليوم الذي مات الحجاج في الليلة التي تليه فأقبل غراب في عشية ذلك اليوم فوقع على حائط السجن فنعق فقال الرجل: ومن يقدر على ما تقدر عليه يا غراب.
ثم نعق الثانية: فقال مثلك من بشر بخير يا غراب. ثم نعق الثالثة: فقال من فيك إلى السماء يا غراب. فقلت له: ما سمعناك تكلمت مذ حبست إلى الساعة، فما دعاك إلى ما قلت؟ قال: إنه نعق فقال: إني وقعت على ستر الحجاج. فقلت: ومن يقدر على ما تقدر عليه؟ ثم نعق الثانية فقال: إن الحجاج أصابه وجع. فقلت: مثلك من بشر بخير. ثم قال في الثالثة: الليلة يموت.
فقلت: من فيك إلى السماء. ثم قال الرجل إن انسلخ الصبح قبل أن أخرج فليس على بأس، وإن دعيت الصبح فستضرب عنقي ثم تلبثون ثلاثة لا يدخل عليكم أحد، ثم يدعى بكم في اليوم الرابع فيهتف على رؤسكم بالكفالة فمن وجد له كفيلا خلى سبيله، ومن لم يجد له كفيلا فويل له طويلا. فلما دخل الليل سمعنا الصراخ على الحجاج، ثم أخرج الرجل قبل الصبح فضرب عنقه، ثم لم يدخل علينا أحد بعد ثلاثا، ثم دعى بنا وطلب منا الكفالة ثم صار الامر إلى فمكثت طويلا حتى خفت أن أرد إلى الحبس، ثم تقدم رجل فضمني فقلت له يا عبد الله: من أنت حتى أشكرك؟ فقال لي: اذهب ولست بمسؤول عنك أبدا فانطلقت.