المدينة الشرقية إلى أن مات في آخر أيام المأمون.
أخبرني محمد بن الحسن بن المظفر عن بعض الهاشميين قال: حبس المهدى يعقوب بن داود وزيره فطال حبسه قال فأتاني آت في منامي فقال: قل يا رفيق يا شفيق أنت ربى الحقيق ادفع عنى الضيق إنك على كل شئ قدير. فما شعرت إلا والأبواب تفتح، فأدخلت على الرشيد فقال: أتاني الذي أتاك فاحمد الله عز وجل وخلى سبيلي * وقد روى هذا الخبر على خلاف هذا بروايات مختلفة قالوا: حدثنا عبد الله بن يعقوب بن داود، قال: قال لي أبى حبسني المهدى في بئر وبنيت عليها قبة فكنت فيها خمس عشرة سنة حتى مضى صدر من خلافة الرشيد وكان يدلى إلى في كل يوم رغيف وكوز ماء وأوذن بأوقات الصلاة فما كان رأس سنة ثلاث عشرة حجة أتاني آت في منامي فقال:
حن على يوسف رب فأخرجه من قعر جب وبئر حوله غمم قال: فحمدت الله تعالى وقلت أتى الفرج. قال: فمكثت حولا آخر لا أرى شيئا، فلما كان في رأس الحول الرابع عشر أتاني ذلك الآتي فقال لي:
عسى فرج يأتي به الله إنه * له كل يوم في خليفته أمر ثم أقمت حولا آخر لا أرى شيئا، ثم أتاني الآتي بعد الحول فقال لي:
عسى الكرب الذي أمسيت فيه * يكون وراءه فرج قريب فيأمن خائف ويفك عان * ويأتي أهله الرجل الغريب قال: فلما أصبحت نوديت فظننت أنى أوذن بالصلاة فدلى إلى حبل وقيل لي شد به وسطك. ففعلت وأخرجوني فلما تأملت الضوء غشى على بصرى فانطلقوا بي إلى الرشيد فقيل لي سلم على أمير المؤمنين. فلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين المهدى. قال: لست به. فقلت السلام عليك يا أمير المؤمنين الهادي قال:
لست به قلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته الرشيد. فقال الرشيد: يا يعقوب بن داود ما شفع فيك أحد. غير أنى حملت الليلة صبية لي