عنده بمكان يقضى لك فيه حاجة، وإن غلبوك سره غلبة أهل دينه لك فأوجب لك بذلك ذماما، وان أقل ما نرى أن يقضى لك به حاجة وإن غلبت أو غلبت فاسأله إخراجك عن بلده وردك إلى بلدك فإنه سيفعل ذلك. قال قبات: فلما دخلت على الملك استدناني وقربني وأكرمني وقال لي ناظر هؤلاء البطارقة فأعلمته أنى لا أرضى لنفسي بمناظرتهم، وإني لا أناظر إلا البطريق الكبير فأمر بإحضاره. فلما دخل سلمت عليه وقلت له مرحبا بهذا الشيخ الكبير القدر: ثم قلت له: يا شيخ كيف أنت؟ قال: في عافية.
فقلت له فكيف حالك كلها؟ فقال: كما تحب. فقلت وكيف ابنك؟ قال:
فتضاحك البطارقة كلهم. وقالوا: زعم البطريق يعنون الذي هو صديقي إن هذا أديب وإن له عقلا وهو لا يعلم بجهله أن الله عز وجل قد صان هذا البطريق أن يكون له ابن فقلت: كأنكم ترفعونه عن أن يكون له ابن؟ فقالوا: أي والله إنا لنرفعه إن كان الله عز وجل قد رفعه عنه. فقلت: واعجبا ان لا يحل لعبد من عبيد الله أن يكون له ابن، ويحل لله تعالى ذكره وهو خالق الخلائق كلها أن يكون له ابن. قال: فنخر البطريق نخرة أفزعتني، ثم قال:
أيها الملك أخرج الساعة هذا من بلدك لئلا يفسد عليك أهله. فدعا الملك بالفرسان وضمني إليهم وأحضر لي دواب البريد وأمر بحملي عليها وببدرقتي. وتسليمي إلى من يلقانا في أرض الاسلام من المسلمين فسلموني إلى من تسلمني من أهل الثغور ثم ذكر حديثا لعبد الملك مع الرجل لا يتعلق بهذا الباب.