التي فيها ربيت وبين أهلها غديت، فأثناني عليك وعطفني إليك، وأعادني لك إلى أفضل ما عهدت، وأجمل ما ألفت، فثق أكرمك الله بذلك، واسكن إليه، وعول في صلاح ما اختل من أمرك عليه، واعلم أنني أرى فيك حقوق أبيك التي تقوم بتوكيد النسب مقام اللحمة والنسب، وتسهل ما عظم من جنايتك، وتقلل ما كثر من إساءتك، ولم أدع مراعاتها والمحافظة عليها بمشيئة الله، وقد قلدتك أعمال دستميسان سنة ثمان وتسعين ومائتين وبقايا ما قبلها، وكتبت إلى أحمد بن محمد بن جيش بحمل عشرة آلاف درهم إليك، فتقلد هذه الأعمال وأثر فيها أثرا جميلا يبين عن كفاءتك ويؤدى إلى ما أحبه من زيادتك إن شاء الله ". قال أبو الحسين: وابن جيش هذا كان وكيل ابن الفرات في ضياعه بواسط.
حدثني البهلول بن محمد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول التنوخي رحمه الله، قال: حدثني أبو علي الوكيل على أبواب القضاة ببغداد، ويعرف: بالناقد، قال: كنت أقيم خبر المحبوسين في المطبق بمدينة السلام في أيام المقتدر بالله فرأيت في المطبق رجلا مغلولا على ظهره لبنة حديد فيها ستون رطلا.
فسألته عن قصته؟ فقال: أنا والله مظلوم. فقلت: وكيف كان أمرك؟
فقال: كنت ليلة من الليالي في دعوة صديق لي بسوق يحيى فخرجت من عنده مغلسا وفى الوقت فضل وأنا لا أعلم، فلما صرت في قطعة من الشارع رأيت مشاعل الطائف فرهبته ولم أدر ما أعمل فرأيت شريحة مشوشة ففتحتها ودخلت ودورتها كما كانت وقمت في الدكان ليجوز الطائف وأخرج، وبلغ الطائف الموضع فرأى الشريحة مشوشة فقال فتشوا هذا الدكان فدخلت الرجالة بمشعل فرأيت في ضوئه رجلا في الدكان مذبوحا وعلى صدره سكين فجزعت ورأي الرجال ذلك ورأوني قائما فلم يفتكروا في إلا أنا قاتله، وأخذني صاحب الشرطة ثم عرضت فضربت ضربا شديدا وعوقبت أصناف العقوبات وأنا أنكر، وعندهم أنى أتجلد وهم يزيدوني فاجتمعت أهلي وكان لهم شغب بأسباب السلطان فتكلموا في واستشهدوا خلقا كثيرا على سيرى فبعد