وصلت إليه حتى وردت رقعة الحرة تعلمه أن الرقعة الأول كانت من فعلها غيرة عليه من الجارية، وأن جميع ما فيها باطل، وأنها هي التي حملت الخادمين على ذلك وأنها تائبة إلى الله عز وجل من هذا الفعل وأمثاله. فجاءته براءة الجارية من كل جهة فسر بذلك وزال ما كان فيه وأحسن لي الجائزة.
وقال الحسن بن الحسن: إن عبد الله بن جعفر زوج ابنته فلما أراد أن يهديها إلى زوجها خلا بها فقال: إذا نزل بك الموت أو أمر من أمر الدنيا فظيع فاستقبليه بأن تقول: " لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين ". قال الحسن بن الحسن فبعث إلى الحجاج فقلتهن فلما مثلت بين يديه قال: لقد بعثت إليك وأنا أريد أن أضرب عنقك. ودخلت إلى وما من أهل بيت على أكرم منك سل حاجتك.
عن الشعبي قال: كنت جالسا عند زياد فجاء رجل إليه يحمل ولم نشك في قتله فحرك الرجل شفتيه بشئ لا ندري ما هو فخلى سبيله. فقلت للرجل: ما قلت؟
قال قلت: " اللهم رب إبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، والأسباط، ورب جبريل، وميكائيل، وإسرافيل، ومنزل التوراة، والإنجيل، والقرآن العظيم، ادرأ عنى شر زياد " فدر أعنى شره * حدثني أبو عبد الله الحزنبل قال: أمر الرشيد خادمه قال: إذا كان الليلة فصر إلى الحجرة الفلانية فافتحها فخذ من رأيت فائت به موضع كذا وكذا من الصحراء فإنك تجد قليبا مفحورا فارم به فيه وطمه بالتراب وليكن معك فلان الحاجب.
(قال): فجاء إلى باب الحجرة ففتحها فإذا فيها غلام كأنه الشمس الطالعة قال فجذبه إليه جذبا عنيفا. فقال له: اتق الله في فإني ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم فالله الله أن تلقى جدي بدمي. قال فلم يلتفت إليه وأخرجه إلى الموضع (قال):
فلما أشرف الفتى عل التلف قال يا هذا: إنك على فعل ما لم تفعل أقدر منك على رد ما فعلت. فدعني أصلى ركعتين وأمض ما أمرت به. فقال له شأنك وما تريد فافعل. فقام الفتى فصل ركعتين ثم سمعناه يقول: " يا خفى اللطف أغثني في وقتي هذا، والطف بي بلطفك الخفي ". فلا والله ما استتم دعاءه