عبد المطلب فهو لكم ". فقالت قريش: ما كان لنا فهو لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم فأطلقهم * أخبرني أبو بكر الصولي قال. كان القاسم بن عبد الله الوزير قد تقدم عند وفاة المعتضد بالله إلى صاحب الشرطة يونس الخازن أن يوجه إلى عبد الله ابن المعتز، وقصي بن المؤيد، و عبد العزيز بن المعتمد فيحبسهم في دار ففعل ذلك وكانوا في الحبس خائفين إلى أن قدم المكتفى بالله بغداد فعرف خبرهم وأمر بإطلاقهم ووصل كل واحد منهم بألف دينار * حدثنا عبد الله بن المعتز قال: سهرت ليلة قدم في صبيحتها المكتفى إلى بغداد فلم أنم خوفا على نفسي وقلقا بوروده، فمرت بي في السحر طير فصاحت فتمنيت أن أكون مثلها لما يجرى على من النكبات ثم فكرت في نعم الله عز وجل وما رخاه لي من الاسلام والقربة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أؤمله من البقاء الدائم في الآخرة فقلت في الحال:
يا نفس صبرا لعل الخير عقباك * حاشاك بعد طول الا من دنياك مرت بنا سحرا طير فقلت لها * طوباك يا ليتني إياك طوباك لكن هو الدهر فألقيه على حذر * فرب مثلك ينزو تحت اشراك فلما أصبحت أفرج عنى ووصلني بأشياء لم تكن في حسابي * حدثني علي بن هشام الكاتب عن أبي القاسم سليمان بن الحسن بن مخلد قال: لما بعد أبي إلى مصر لازمت أبا عبادة البحتري وأبا معشر المنجم وكنت أسر بهما في وحدتي وملازمتي البيت وكانا في أكثر الأوقات عندي يحدثاني ويعاشراني فحدثاني يوما أنهما ضاقا إضاقة شديدة وكانا مصطحبين فعن لهما أن يلقيا المعتز بالله وهو محبوس فيتوددا إليه ويؤصلا عنده أصلا فتوصلا حتى لقياه في حبسه. قال البحتري: فأنشدته أبياتي التي قلتها في محمد بن يوسف الثغري لما حبس وخاطبت بها المعتز كأني عملتها إليه في الحال:
جعلت فداك الدهر ليس بمنفك * من الحادثات المشكو والنازل المشكى وما هذه الأيام إلا منازل * فمن منزل رحب ومن منزل ضنك