إلى المولى الجليل، مسني الضر والخوف وأنت أرحم الراحمين. فبحق محمد وآل محمد اكشف همى، وحزني وفرج عنى ". واطرح الرقعة، في هذا النهر وأومأ إلى ساقية كانت تجرى هناك في المطبخ فانتهت من نومي وكتبت الرقعة وطرحتها في الساقية فلما كان السحر استدعاني القرمطي فلم أشك أنه القتل. فلما دخلت إليه أدناني وأجلسني وقال: قد كان رأيي فيك غير هذا إلا أنى قد رأيت تخليتك فخرجت فإذا على الباب راحلة ورجل يصحبني فركبت ودخلت البصرة سالما ولحقت أبا الهيجاء بها فدخلنا معا إلى بغداد * وقال أبو الحسن على ابن زكى. قال: كنت مع صاحبي عيسى البوسري وكان مضافا لمحمد بن سلمان الكاتب على حرب الطولونية إلى أن افتتحت مصر فتقلد قال: قال عيسى خرج يوما محمد بن سليمان إلى ظاهر الفسطاط فانتهى به السير إلى قبة كانت لأحمد ابن طولون يقال لها قبة الهواء مطلة على النيل وعلى البر فجلس فيها ومعه الحسين ابن حمدان، وجماعة من القواد ثم قال: الحمد لله الذي بيده الامر كله يفعل ما يشاء. فقال له: الحسين بن حمدان لا شك أن تجديدك الحمد لأمر؟ قال:
نعم. وهو عجيب ظريف ذكرته الساعة وهو أنى نزعت إلى مصر وأنا في حال رثة في زي صغار الاتباع فضاق على المعاش بها فاتصلت بلؤلؤ الطولوني فأجرى على دينارين في كل شهر، وصيرني مشرفا في اصطبله على كراعه فكنت هناك من حيث لا يعرف وجهي جيدا ولا أقدم على الوقوف بين يديه، فلما كان بعض الأيام أحضرني فقال: ويحك من أين يعرفك الأمير؟ يعنى:
أحمد بن طولون. فقلت: والله ما رآني قط ولا وقعت عينه على إلا في الطريق ولا محلى محل من يتصدى للقائه. فقال دعاني الساعة وهو في قبة الهواء فقال: معك رجل أشقر أشهل يقال له محمد بن سليمان. فقلت: ما أعرفه فقال: بل هو في جنبتك فأبعده عنك فإني رأيته البارحة وفى يده مكنسة يكنس داري بها.
فتوق ويحك ولا تتعرف إلى أحد من حاشيته وأقرني على أمري فامتثلت أمره ومضت لهذا الحديث شهور ثم دعاني ثانية فقال: ويحك ماذا بليت به منك وبليت أنت به من هذا الأمير دعاني بعدة من أصحاب الرسائل