رأس أوتامش. قال وصح الخبر بقتلهما ونهبت سر من رأى كلها فما أفلت من النهب أحد أحسن من إفلات الحسن بن مخلد لان ماله كله كان قد جعل عند القواد وكتابهم ولم يضع منه شئ وكان متعطلا فلم تقصد النهابة داره وما أمسينا إلا على سرور بالفرج الذي لم يكن لنا في الحساب.
حدثني أبو الفرج المخزومي المعروف بالببغاء الشاعر قال: كان بحلب رجل بزار يعرف بأبي العباس بن الموصل فاعتقله سيف الدولة بخراج كان عليه مدة. وكان: الرجل محدقا في تفسير الرؤيا فلما كان في بعض الأيام كنت بحضرة سيف الدولة وقد أوصلت له رقعة إليه يسأله فيها حضور مجلسه فأمر باحضاره وقال له: لأي شئ سألت الحضور؟ قال لعلمي أنه لابد أن يطلقني الأمير سيف الدولة من الاعتقال في هذا اليوم فقال له:
ومن أين لك ذلك؟ قال لأني رأيت البارحة في آخر الليل رجلا قد سلم إلى مشطا وقال سرح لحيتك. ففعلت ذلك فتأولت التسريح سراحا من شدة واعتقال، ولكون المنام في آخر الليل حكمت أن تأويله يصح سريعا. ووثقت بذلك فجعلت الطريق إلى الأمير مسألة الحضور ولاستعطفه فقال له: أحسنت التأويل والامر على ما ذكرت وقد أطلقتك وسوغتك خراجك في هذه السنة فخرج الرجل وهو يدعو له ويشكر.
أخبرني القاضي أبو طالب محمد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول التنوخي فيما أجاز لي رواية عنه بعدما سمعته منه قال: حدثنا محمد بن خلف، قال: حدثني أبو سهل الداري القاضي قال: حدثنا أبو حسان الزيادي القاضي قال: جاءني رجل من أهل خراسان فأودعني بدرة دراهم فأخذتها مضمونة وأسرعت فيها وكان قد عزم على الخروج إلى مكة ثم بدا له فعاود فطلبها فاغتممت وقلت له: تعود غدا ثم فزعت إلى الله عز وجل ودعوته، ثم ركبت بغلتي في الغلس