على الأرض، ويلي هذا الامر من ولده لصلبه بعده أربعة بعدد الأوتاد التي سمرته بها في الأرض * قال: وحدثني أبو القاسم الحسين بن بشر الأدمدي الكاتب المقيم بالبصرة إلى أن مات بها قال: لما سعى أبو أحمد طلحة بن الحسين بن المتنبي مع جيش أبى القاسم بن أبي عبد الله اليزيدي في أن يقبضوا عليه ويحبسوه عند أبي أحمد وأن يرد المطيع لله أو جيش له بالبصرة فيملكوها ويتسلموا منه أبو القاسم اليزيدي وكانت القصة مشهورة في ذلك، فبلغتني فخلوت بأبي أحمد وكنت أكتب له حينئذ وكان لا يحتشمني في أموره ونبهته على هذا الرأي، وعرفته وجوه الغلط عليه، والغلط في ذلك والمخاطرة والغدر بدمه ونعمته وهو غير قابل لمشورتي إلى أن أكثرت عليه. فقال لي:
إعلم أنى رأيت رؤيا وأنا بها واثق في تمام ما شرعت فيه من القبض على هذا الرجل. فعجبت من نفسي في رجل يخالف الحزم الظاهر، والرأي الواضح من أجل منام ثم قلت له: ما الرؤيا؟ قال: رأيت كأن حية عظيمة قد خرجت على من حائط هذا العرض. قال: وكان جالسا في عرض ذكره قال: وكأني قد رميتها فأثبتها في الحائط فذكرت تأويل ابن سيرين لمنام ابن الزبير وقص المنام الذي ذكرته. قال فسبق إلى قلبي تأويل منام أبى أحمد أنه قد أثبت عدوه في حائطه وأنه سيغلبه على البلد. فأمسكت وقطعت الكلام. فما مضت مدة يسيرة حتى شاع التدبير وصح الخبر عند القاسم اليزيدي فبادر بالقبض على فائق الأعسر، وكان هو الذي ندبه أبو أحمد للقبض على اليزيدي، وأن يكون أمير البلد إلى أن يرد جيش الخليفة فقرره فأقر بالخبر على شرحه فقبض أبو القاسم على أبى أحمد بعد قبضه على فائق بيومين أو ثلاثة أيام فاستصفاه وأهله وولده ثم قتله بعد ذلك بأيام.
بلغني عن إبراهيم بن المهدى أنه قال: كنت في جفوة شديدة من أخي الرشيد أثرت في جاهي، ونقصت حالي وأفضيت معها إلى الإضافة بتأخر رزقي وظهور اطراحه إياي، واختلت لذلك ضيعتي، وركبني دين فادح فبلغ منى القلق بذلك والفكر فيه ليلة من الليالي مبلغا شديدا، ونمت فرأيت في منامي