الظالمين (1)) قال الله عز وجل: (فنبذناه بالعراء وهو سقيم (2)) قال:
كهيئة الفرخ الممعوط الذي ليس له ريش.
حدثني فتى من الكتاب البغداديين يعرف بأبي الحسن بن أبي الليث وكان أبوه من كتاب الجند يتصرف مع اشكرون بن سهلان الديلمي أحد الامراء في عسكر معز الدولة بن أحمد بن بويه قال: قرأت في بعض الكتب إذا دهمك أمر تخافه فبت وأنت طاهر، على فراش طاهر، وثيابك كلها طاهرة، واقرأ:
(والشمس وضحاها (3) إلى آخر السورة. سبعا (والليل إذا يغشى (4)) إلى آخر السورة سبعا ثم قل: " اللهم اجعل لي فرجا ومخرجا من أمرى " فإنه يأتيك في الليلة الأولى، أو الثانية إلى السابعة آت في منامك فيقول لك:
المخرج منه كذا وكذا. قال فحبست بعد ذلك بسنين حبسة طالت حتى أيست من الفرج - وكنت قد أنسيت هذا الخبر فذكرته يوما وأنا في الحبس ففعلت ذلك. فلم أر في أول ليلة، ولا في الثانية، ولا في الثالثة شيئا. فلما كان في الليلة الرابعة فعلت ذلك على الرسم فرأيت في منامي كأن قائلا يقول لي خلاصك على يدي علي بن إبراهيم. فأصبحت من غد متعجبا ولم أكن أعرف رجلا يقال له علي بن إبراهيم، فلما كان بعد يومين دخل على شاب لا أعرفه فقال: قد كفلت ما عليك فقم، وإذا معه رسول إلى السجان بتسليمي إليه، فقمت معه فحملني إلى منزلي وسلمني فيه وانصرف. فقلت لهم: من هذا؟ قالوا رجل من أهل الأهواز يقال له علي بن إبراهيم يكون في الكرخ. قيل لنا أنه صديق للذي حبسك فطرحنا أنفسنا عليه فتوسط في أمرك وضمن ما عليك وأخرجك.
قال مؤلف هذا الكتاب: فلما كان بعد يسير جاءني علي بن إبراهيم هذا وهو معاملي في سنين كثيرة فذاكرته بالحديث فقال: نعم كان هذا عبدوس الذي حبسه هو ابن أخت أبى على النصراني خازن معز الدولة، فلما طالبه بالمبلغ الذي كان عليه من الضمان الذي ضمنه منه وكان عبدوس صديقي فجاءني من سألني خطابه في أمره فجرى الامر على ما عرفت.