ابن المعلى بن أيوب حدثه عن أبيه قال: قال المعلى بن أيوب: اعتنى الفضل ابن مروان ونحن في بعض الاسفار فطالبني بعمل بعيد يعمل في مدة بعيدة واقتضانيه في كل يوم مرارا إلى أن أمرني عن المعتصم أن لا أبرح إلا بعد الفراغ منه. فقعدت في ثيابي وجاء الليل فجعلت بين يدي نفاطة وطرح غلماني أنفسهم حولي وورد على أمر عظيم لأني قلت ما تجاسر على أن يوكل بي إلا وقف على سوء رأى في من المعتصم. قال: فانى لجالس وذقني على يدي وقد مضى من الليل بعضه وأنا مفكر فحملتني عيني فنمت فرأيت كأن شخصا قد مثل بين يدي وهو يقول: (قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجينا من هذه لنكونن من الشاكرين * قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون (1)) ثم انتبهت فقرأتها فإذا أنا بمشعل قد أقبل من بعيد، فلما قرب منى رأيت وراءه حمادا ونفس صاحب الحرس وقد أنكر نفاطتي فجاء ليعرف سببها فأخبرته خبري فمضى إلى المعتصم فأخبره فإذا الرسل يطلبونني فدخلت إليه وهو قاعد ولم يبق من الشمع إلا أسفله.
فقال لي: ما خبرك فشرحته له. فقال لي: ويلي على النبطي يمتهنك، وأي يد له عليك، وأنت كاتبي كما هو كاتبي انصرف. قال: فانصرفت وبكرت إلى الفضل على عادتي لم أنكر شيئا.
حدثني أبو الفضل محمد بن عبد الله في المذاكرة في خبر طويل لست أقوم عليه أن رجلا كانت بينه وبين رجل يتمكن من أذاه عداوة فخافه خوفا شديدا، وأهمه أمره ولم يدر ما يصنع فرأى في منامه كأن قائلا يقول له:
اقرأ في كل يوم في إحدى ركعتي الفجر (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل (2)) إلى آخر السورة. قال فقرأتها فما مضت إلا شهور حتى كفيت أمر ذلك الرجل وأهلكه الله عز وجل وأنا أقرؤها إلى الآن.
قال مؤلف هذا الكتاب: فوقعت أنا بعد ذلك في شدة لحقتني من عدو خفته فاستترت منه فجعلت دأبي قراءة هذه السورة في