قتلك ولم يكن عندهم خبر صرفك ولا خبر ورود هذا العامل فقتلوه على أنه أنت وهرب أصحابه وأهل البلد يخافونك فقم حتى تمشى إلى بغداد لئلا يبلغهم كونك هنا فيقصدونك ويقتلونك وكسر القيد، وقام هو وغلامه يمشيان على غير جادة إلى أن بعدا ودخلا قرية واستأجرا منها ما ركباه إلى بغداد ولقى المصروف الوزير ودب على المقتول وأنه أفسد الناحية وأثار فتنة مع العرب فأمره الوزير على الناحية وضم إليه جيشا إلى كوثى وتحصن بالجيش وأرهب العرب وأرضاهم إلى أن صالحهم أثبتهم وسكن إليهم وسكنوا إليه وزال خوفه واستقام له أمر عمله.
أخبرني أبو الفرج الأموي المعروف بالأصفهاني بإسناده عن إبراهيم بن المهدى، قال: غضب على محمد الأمين في بعض هناته فسلمني إلى كوثر فحبسني في سرداب وأغلقه على فمكثت فيه ليلتي فلما أصبحت فإذا أنا بشيخ قد خرج على من زاوية السرداب ودفع إلى وسطا وقال: كل. فأكلت ثم أخرج قنينة من شراب فشربت ثم قال: غن لي. فقلت:
لي مدة لابد أبلغها * معلومة فإذا انقضت مت لو ساورتني الأسد ضارية * لغلبتها إن لم يجى الوقت فغنيته فسمعني كوثر فصار إلى محمد وقال له: قد جن عمك! هو جالس يغنى بكيت وكيت. فأمر بإحضاري فأحضرت وأخبرته بالقصة فرضى عنى وأمر لي بسبعمائة ألف درهم * حبس عبد الله بن طاهر محمد بن أسلم الطوسي فكتب إليه بعض إخوانه يعزيه على مكانه فأجابه ابن أسلم:
كتبت لي تعزيني وإنما كان يحب أن تهنيني أريت العجائب وعرضت لي المصائب إني رأيت الله عز وجل يتحبب إلى من يؤذيه فكيف إلى من يؤذى فيه، إني نزلت بيتا سقطت عنى فيه فروض وحقوق منها: الجمعة، والامر بالمعروف، والنهى عن المنكر، وعيادة المريض، وقضاء حقوق الاخوان وما نزلت بيتا خيرا في ديني منه. فأخبر بذلك عبد الله بن طاهر فقال: نحن في حاجة إلى ابن أسلم أطلقوه * وكان المأمون قد غضب على فرج الزحمي فكلمه