صوت الديادب فإذا بصورت الاقفال فقلت لم يبق غيري وأنا مقتول فاستسلمت وفتحوا الباب عنى فأقاموني إلى الصحن وقالوا يقول لك أمير المؤمنين يا فاعل يا صانع ما حملك على خلع بيعتي؟ فقلت: الخطأ وشقوة الجد وأنا نائب إلى الله عز وجل من هذا الذنب. قال فأقبلت أتكلم بهذا وشبهه فمضى بعضهم وعاد فقال:
أجب ثم أسر إلى وقال: لا بأس عليك فقد تكلم فيك الوزير يعنون ابن الفرات وأنت مسلم إليه (قال): فسكت وجاؤا إلى بخفى وطيلساني وعمامتي فلبست ذلك وأخرجت فجئ بي إلى الدار التي كانت برسم ابن الفرات في دار الخليفة فلما رآني أقبل يخاطبني بعظم جنايتي وخطئي وأنا أقر بذلك وأستقيل وأتنصل، ثم قال قد وهب لي أمير المؤمنين دمك، وابتعت منه جرمك بمائة ألف دينار الزمتك إياها فقلت أيها الوزير: والله ما رأيت بعضها قط مجتمعا فغمزني بأن اسكت وجذبني قوم من وجوه الكتاب كانوا بحضرته ورائي فسكتوني فعملت أن ابن الفرات قد أراد تخليص دمى فقلت كلما يأمر الوزير أعزه الله. فقال: احملوه إلى داري، قال فأخذت وحملت إلى داره فقرر أمرى على مائة ألف دينار يؤدى منها النصف عاجلا ويصير النصف في حكم الباطل على رسم المصادرات، فلما صرت في دار ابن الفرات وسع على في الطعام والمشرب والمجلس وأدخلت الحمام، ورفهت وأكرمت فرأيت لما خرجت من الحمام وجهي في المرآة فإذا طاقات شعري قد ابيضت في مقدم لحيتي، فإذا أنا قد شبت في تلك الليلة الواحدة " قال ": وأديت من المال نيفا وثلاثين ألف دينار ثم نظر إلى ابن الفرات بالباقي وصرفني إلى منزلي وتخلص من دمى فمكثت في بيتي سنتين وبابي مسدود على لا أرى أحدا ولا يراني إلا في الشاذ وتوفرت على دروس الفقه والنظر في العلم إلى أن أذن الله عز وجل بالفرج وكشفت عنى، وأخرجت من بيتي إلى ولاية الأعمال * وشبه هذا الحديث ويقاربه وإن لم يكن بالحقيقة من " باب من خرج من حبس " إلا أنه من أخبار الفرج بعد الشدة من جملة ما حدثني به أبو الحسين بن محمد بن علي بن موسى الأنباري الكاتب قال:
سمعت كلوي كاتب الحرم يتحدث قال: كان في دار المقتدر عريف على الفراشين يخدمني وكان يضيفنا إذا أقمنا في دار الخليفة ففقدته مرة في الدار فظنت أنه