فزعمتم أن علي بن الحسين - صلوات الله عليه - [كان] يحتاج أن يسأل سعيد ابن جبير 1 وأنتم تروون عن سعيد بن جبير أنه كان يفتي الناس بمتعة النساء ويقول: هي
١ - يقرب من هذا على زعم العامة ما ذكره أبو جعفر الطبري الشيعي في أوائل كتاب المسترشد طاعنا به على أهل السنة (ص ١١ من طبعة النجف):
" ومن رواتكم وجلة فقهائكم سعيد بن المسيب الذي زعمتم أنه لم يقم للوليد بن عبد الملك وهو أشد بني أمية تجبرا " حتى جاء ووقف عليه وسلم وعددتم ذلك فضيلة له ويموت علي بن الحسين (ع) ولا يصلي عليه ويقول: ركعتين أصليهما أحب إلي من حضور ابن - رسول الله صلى الله عليه وآله رواه الواقدي قال: حدثنا أبو معشر عن سعد المقري قال: لما وضعت جنازة علي بن الحسين - عليه السلام - ليصلي عليه اتسع الناس إلى جنازته داخل المسجد فقال حسوم مولى النخع لسعيد بن المسيب: ألا نشهد هذا الرجل في البيت الصالح؟ وسعيد لم يخرج قال سعيد: ركعتين أصليهما في بيتي أحب إلي من أن أشهد هذا الرجل الصالح في البيت الصالح فهذا سعيد بن المسيب فقيه أهل الحجاز يمتنع أن يشهد ابن - رسول الله صلى الله عليه وآله فليت شعري أي دين هذا؟! ابن ناقل هذا الدين يموت فلا يشهده؟!
وعلي بن الحسين عليه السلام عند جميع الأمة من جملة العباد وهذا فعل سعيد به والله المستعان ".
أقول: أكبر من هذا وأمثاله بمراتب ما صدر من البخاري في حق مولانا أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق - عليه السلام - وهو مذكور في كثير من الكتب ونحن نكتفي هنا بما ذكره السيد محمد العلوي في كتاب النصائح الكافية لمن يتولى معاوية فإنه قال بعد ذكره جماعة ممن عده أصحاب الأصول الستة من العدول وليسوا منهم ما نصه (ص 92 من الطبعة الثانية ببغداد سنة 1367):
" وأكبر من هذا كله جرح بعضهم الإمام جعفر الصادق على آبائه وعليه أفضل الصلاة والسلام وتسورهم على سمى مقامه.
أرادت عرارا " بالهوان ومن يرد * عرارا لعمري بالهوان فقد ظلم وإليك بعض ما ذكروا عنه قال في تهذيب التهذيب: قال ابن المديني:
سئل يحيى بن سعيد القطان عن جعفر الصادق فقال: في نفسي منه شئ ومجالد أحب إلي منه، وقال سعيد بن أبي مريم: قيل لأبي بكر بن عياش: ما لك لم تسمع من جعفر وقد أدركته؟
قال: سألته عما يحدث به من الأحاديث أشئ سمعته؟ - قال: لا، ولكنها رواية رويناها عن آبائنا. وقال ابن سعد: كان جعفر كثير الحديث ولا يحتج ويستضعف، سئل مرة: هل سمعت هذه الأحاديث عن أبيك؟ - قال: نعم، وسئل مرة فقال: إنما وجدتها في كتبه.
قال الحافظ ابن حجر: يحتمل أن يكون السؤالان وقعا عن أحاديث مختلفة فذكر فيما سمعه: أنه سمعه، وفيما لم يسمعه: أنه وجده: وهذا يدل على تثبته (انتهى).
قلت: احتج الستة في صحاحهم بجعفر الصادق إلا البخاري فكأنه اغتر بما بلغه عن ابن سعد وابن عياش وابن القطان في حقه على أنه احتج بمن قدمنا ذكرهم وهنا يتحير العاقل ولا يدري بماذا يعتذر عن البخاري - رحمه الله - وقد قيل في هذا المعنى شعرا:
قضية أشبه بالمرزئه * هذا البخاري إمام الفئه بالصادق الصديق ما احتج في * صحيحه واحتج بالمرجئه ومثل عمران بن حطان أو * مروان وابن المرأة المخطئة مشكلة ذات عوار إلى * حيرة أرباب النهى ملجئه وحق بيت يممته الورى * مغذة في السير أو مبطئه إن الإمام الصادق المجتبى * بفضله الاى أتت منبئه أجل من في عصره رتبة * لم يقترف في عمره سيئه قلامة من ظفر إبهامه * تعدل من مثل البخاري مئه " (انتهى ما أردنا نقله)