اليوم بشئ وغدا " بغيره، وأن كمال الدين هو بهم وبرأيهم لا بالنبي صلى الله عليه وآله ولا بما أوحى الله إليه فكأن النبي صلى الله عليه وآله قال لهم: هؤلاء الأدلاء من 1 دين الله على ما لم يبعثني به إلى خلقه وبما لا أعلمه مما يحتاج الناس إليه.
وكان صلى الله عليه وآله إذا سئل انتظر الوحي، وهؤلاء يقولون ولا يحتاجون إلى وحي فإذا طاعة هؤلاء فيما 2 لم يأمرهم الله به كطاعة النبي صلى الله عليه وآله فيما أمره الله به وإن آراءهم فيما لم ينزل الله تعالى فيه 3 كتابا ولم يبين فيه رسول الله صلى الله عليه وآله سنة تقوم مقام ما نزل فيه 4 الكتاب وما سنه النبي صلى الله عليه وآله، وكفى به شنعة إن كنتم تتقون الشنعة.
ويلزمكم أن تقولوا: إن الله عز وجل إنما بعث محمدا " صلى الله عليه وآله أن يدعوا لي طاعتنا وأمره في جهاده إلى قبول ما نقول برأينا بلا حكم وإنه إنما أيده بالملائكة ليأمرهم 5 أن يتبعونا فيما لم يأمر الله به ولم ينه عنه، وأن تقولوا ذلك فقد أوجبتم أن لهم طاعة عليه 6 فإذا ادعيتم على من 7 خالفكم مثل ما يلزمكم من هذا القول فإنهم قالوا أيضا ": إن الفرض في طاعة أولي الأمر فيما قد أمر الله به نبيه صلى الله عليه وآله ونهاه عنه لأنهم يقولون: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قد جاء من عند الله عز وجل بجميع ما يحتاج إليه عباده من أمر دينهم ثم أودعه النبي - صلى الله عليه وآله - أولي الأمر الذين أمر الله بطاعتهم لأنهم لا يرتابون في حلال وحرام ولكن يؤدونهما كما 8 أداه رسول الله إليهم، فهذه غير مقالتكم يا أهل السنة والجماعة.