صليت خلف عمر الفجر فقرأ في الركعة الأولى سورة 1 يوسف ثم قام فقرأ في الركعة الثانية إذا زلزلت فقنت، فسمعت منه ما بين السجدتين 2: اللهم إنا نستعينك و نستغفرك ونؤمن بك، القنوت، إلى آخره 3].
١ - في الأصل: " بسورة ".
٢ - كذا صريحا " في الأصل.
٣ - هذه الرواية المذكورة بين المعقوفتين في م فقط وليس في سائر النسخ منها أثر.
ثم ليعلم أن قول المصنف (ره): " إلى آخره " إشارة إلى أن هذا المطلب معروف مشهور معلوم عند الناظرين في الكتاب ولذا لم يذكره إلى آخره وهو كذلك فلنشر إلى بعض ما يدل على ذلك، قال المحدث النوري (ره) في فصل الخطاب في أوائل الدليل الثامن (أنظر ص ١٧٣) ما نصه:
" و - السيوطي في الإتقان أخرج الطبراني في الدعاء من طريق عباد بن يعقوب الأسدي عن يحيى بن يعلى الأسلمي عن ابن لهيعة عن أبي هبيرة عن عبد الله بن رزين الغافقي قال:
قال لي عبد الملك بن مروان: لقد علمت ما حملك على حب أبي تراب إلا أنك أعرابي جاف فقلت: والله لقد جمعت القرآن من قبل أن يجتمع أبواك ولقد علمني منه علي بن أبي طالب عليه السلام سورتين علمهما إياه رسول الله - صلى الله عليه وآله - ما علمتهما أنت ولا أبوك [١] اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك [٢] اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك الحد، إن عذابك بالكفار ملحق. ز - وفيه: أخرج البيهقي من طريق سفيان الثوري عن ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير أن عمر بن الخطاب قنت بعد الركوع فقال: بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى و نحفد، نرجو رحمتك ونخشى نقمتك، إن عذابك بالكافرين ملحق. قال ابن جريج:
حكمة البسملة أنها سورتان في مصحف بعض الصحابة. ح - وفيه وفي مجمع الزوائد: وأخرج الطبراني بسند صحيح عن أبي إسحاق قال: أنبأنا أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد بخراسان فقرأ بهاتين السورتين: إنا نستعينك ونستغفرك. ط - وفيه:
وأخرج البيهقي وأبو داود في المراسيل عن خالد بن أبي عمران أن جبرئيل نزل بذلك على النبي - صلى الله عليه وآله - مع قوله تعالى: ليس لك من الأمر شئ. ى - السيوطي في الدر المنثور على ما نقل عنه: أخرج ابن الضريس عن عبيد الله بن عبد الرحمن عن أبيه قال: صليت خلف عمر بن الخطاب فلما فرغ من السورة الثانية قال: اللهم إنا نستعينك و نستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك، اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، وإن عذابك بالكفار ملحق. وفي مصحف ابن عباس: قراءة أبي وأبي موسى: بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك. يا - الراغب في المحاضرات: أثبت زيد سورتي القنوت في القرآن ".
وقال أيضا " المحدث النوري (ره) في فصل الخطاب في أوائل الدليل السادس الذي هو في بيان أن هذا المصحف الموجود غير شامل لتمام ما في مصحف أبي بن كعب فيكون غير شامل لتمام ما نزل إعجازا لصحة ما في مصحف أبي واعتباره ضمن ذكره أدلته على مدعاه ما نصه (أنظر ص ١٤٦): " يب - السيوطي في الإتقان: وفي مصحف ابن مسعود:
مائة واثنتا عشرة سورة لأنه لم يكتب المعوذتين وفي مصحف أبي ست عشرة لأنه كتب في آخره سورتي الحفد والخلع (فذكر أحاديث في هذا المضمون ثم قال:) قلت: ويأتي لهاتين السورتين طرق أخر " فمن أرادها فليراجع الكتاب.
أقول: ذكر السيوطي أحاديث هاتين السورتين في آخر تفسيره الدر المنثور بعد سورتي المعوذتين والأحاديث المشار إليها كثيرة جدا " بحيث لا يسعها المقام فمن أرادها فليراجع الكتاب المذكور تحت عنوان " ذكر ما ورد في سورة الخلع وسورة الحفد " (أنظر ج ٦، ص ٤٢٠ - ٤٢٢) وعبارة الراغب في المحاضرات تحت عنوان " ومما جاء في مبدء القرآن ونزوله " (راجع ج ٢، ص ٢٥ من طبعة مصر سنة ١٢٨٧) وتصدى الشيخ جواد البلاغي (ره) في تفسير آلاء الرحمن تحت عنوان " الأمر الرابع مما ألصقوه بكرامة القرآن المجيد ما رواه في الإتقان والدر المنثور " لرد هذه الأخبار وتزييفها (فإن أردت أن تلاحظ كلامه فراجع ج ١، ص ٢٣ - ٢٤).
وأيضا " قال المحدث النوري (ره) في فصل الخطاب ضمن ما قال تحت عنوان " الدليل السابع ": " وأما الأخبار فهي كثيرة " فخاض في ذكرها إلى أن قال (ص ١٥٥) ما نصه: د - العلامة رحمه الله في بحث القنوت من التذكرة: روى واحد من الصحابة سورتين إحداهما - اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونستهديك ونستنصرك ونؤمن بك ونتوكل عليك ونثني عليك الخير كله ونشكرك ولا نكفرك ونخلع من يفجرك والثانية - الله إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك بالكفار ملحق، فقال عثمان: اجعلوهما في القنوت ولم يثبتهما في المصحف لانفراد الواحد وكان عمر يقنت بذلك، ولم ينقل ذلك من طريق أهل البيت عليهم السلام فلو قنت بذلك جاز لاشتماله على الدعاء (انتهى) قلت: قال الشيخ محمد المشهدي المقدم على العلامة في المزار الكبير: أخبرني الشيخ الجليل مسلم بن نجم البزاز الكوفي عن أحمد بن محمد المقري عن عبد الله بن حمدان المعدل عن محمد بن إسماعيل عن أبي نعيمحمزة الزيات عن حبيب بن أبي ثابت عن عبد الرحمن بن الأسود الكاهلي وأخبرني الفقيه الجليل العالم أبو المكارم حمزة بن زهرة الحسيني الحلبي إملاء من لفظه وأراني المسجد وروى له هذا الخبر عن رجاله عن الكاهلي قال:
قال: ألا تذهب بنا إلى مسجدأمير المؤمنين عليه السلام فنصلي فيه؟ قلت: وأي المساجد هذا؟ قال: مسجد بني كاهل وإنه لم يبق منه سوى أسه وأس ميذنته قلت: حدثني بحديثه قال: صلى بنا علي بن أبي طالب عليه السلام في مسجد بني كاهل الفجر فقنت بنا فقال: اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونستهديك ونؤمن بك ونتوكل عليك ونثني عليك الخير كله نشكرك ولا نكفرك ونخلع ونترك من ينكرك، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك بالكفار ملحق، اللهم اهدنا فيمن هديت، الدعاء. ورواه في البحار عن مزار الشهيد عن حبيب بن أبي ثابت مثله والسيد عبد الكريم بن طاوس المعاصر للعلامة نقله في كتابه فرحة الغري عن المزار المتقدم فقوله (ره): لم ينقل من طريق أهل البيت عليهم السلام، لعله في غير محله ".
ونقله أيضا " في مستدرك الوسائل في كتاب الصلاة في باب استحباب الدعاء في القنوت بالمأثور عن مزار ابن المشهدي ومزار الشهيد ثم قال: قلت: قال العلامة في التذكرة فنقل كلامه ثم قال: " وفيه ما عرفت ويأتي " ويشير به إلى اشتباه العلامة في نفيه كونه مرويا " بطريق أهل البيت عليهم السلام والمراد بما يأتي ما أشار إليه من كونه مذكورا " في دعائم الإسلام ونص عبارته هناك: " دعائم الإسلام روينا عن أهل البيت عليهم السلام في الدعاء في قنوت الفجر وجوها كثيرة ومن أحسن ما فيها وكلها حسن أن تقول: اللهم إنا نستعينك (فذكر قريبا مما مر نقله) " ونظيره ما ذكره الحاج الشيخ محمد باقر البيرجندي (ره) في مفتاح الفردوس في أواخر القصر الثالث (أنظر ص ٧٥) ونص عبارته: " وراغب در محاضرات گفته كه: زيد در قرآن ثابت گذاشته دو سورة قنوت را " فبعد أن ذكر في الهامش سورتي - القنوت وذكر ترجمة كلام العلامة عن التذكرة قال: " احقر گويد: آنرا از طريق شيعه محمد بن المشهدى در مزار كبير ودر بحار از مزار شهيد آورده اند كه امير المؤمنين عليه السلام آنرا در قنوت در مسجد بنى كاهل خواندند ".
أقول: قال ابن قتيبة في أوائل كتاب تأويل مختلف الحديث في جوابه عما طعن به النظام على عبد الله بن مسعود بأنه جحد من كتاب الله تعالى سورتين فهبه لم يشهد قراءة النبي صلى الله عليه وآله بهما فهلا استدل بعجيب تأليفهما وأنهما على نظم سائر القرآن المعجز للبلغاء أن ينظموا نظمه وأن يحسنوا مثل تأليفه (أنظر ص ٢٦ و ٣١ - ٣٢ من طبعة مصر سنة ١٣٢٦ ه، أو ص ٢١ و ٢٥ - ٢٦ من طبعة مصر سنة ١٣٨٦ ه): " وطعنه عليه لجحده سورتين من القرآن العظيم يعني المعوذتين فإن لابن مسعود في ذلك سببا " والناس قد يظنون ويزلون وإذا كان هذا جائزا على النبيين والمرسلين فهو على غيرهم أجوز، وسببه في تركه إثباتهما في مصحفه أنه كان يرى النبي صلى الله عليه وآله يعوذ بهما الحسن والحسين ويعوذ غيرهما كما كان يعوذهما بأعوذ بكلمات الله التامة فظن أنهما ليستا من القرآن فلم يثبتهما في مصحفه وبنحو هذا السبب أثبت أبي بن كعب في مصحفه افتتاح دعاء القنوت و جعله سورتين لأنه كان يرى رسول الله صلى الله عليه وآله يدعو بهما في الصلاة دعاء دائما " فظن أنه من القرآن ".