[وروى يزيد بن هارون 1 عن حريز 2 بن عثمان عن 3 عوف بن مالك الزبالي 4 قال: جاء رجل إلى عمر بن الخطاب فقال 5: علي نذر أن أعتق نسمة " من ولد
١ - فليعلم أن العبارة المشتملة على هذه الرواية وتاليتها أعني من قوله: " وروى يزيد بن هارون " إلى قوله: " لأنه هو أدخله بيته " (وهو آخر الرواية التالية لهذه الرواية) ليست في نسخة م فهي في نسخ ج ح س ق مج مث فقط، ولهذا وضعناها بين المعقوفتين.
٢ - ج ق: " جرير ".
٣ - ح (بدل: " عن "): " بن ".
٤ - ق س: " الزيالي " ج: " الزباني " أما ح فليست الكلمة فيها أصلا، ولم أتمكن من تحقيق السند فمن أراده فليخض فيه.
٥ - نقل أبو جعفر الطبري الشيعي هذه الرواية واستدل بها على الإمامة فلا بأس بنقل ما ذكره هناك حتى يستفيد منه المستفيد ونص عبارته في كتابه المسترشد هكذا (أنظر ص ١٩٩ - ١٩٧ من طبعة المطبعة الحيدرية بالنجف):
" وهو ممن وصفه الله حيث يقول: واجنبني وبني أن نعبد الأصنام، ثم قال: ومن ذريتنا أمة مسلمة لك (بعدما قال): لا ينال عهدي الظالمين، فنظرنا في أمر الظالم فإذا الآية قد فسروها بأنه عابد الأصنام فإن من عبدها فقد لزمه اسم الظلم فقد نفى الله للظالم أن يكون إماما " وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنا دعوة أبي إبراهيم، وليس لأحد أن يقول: أنا ابن إبراهيم إلا رسول الله وقد جرى معه من صلب إبراهيم إلى عبد المطلب فإنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
نقلت من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات لم يمسسني سفاح أهل الجاهلية، وأهل الجاهلية كانوا يسافحون وأنسابهم غير صحيحة وأمورهم مشهورة عند أهل المعرفة. وروى حميد قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله من أبي؟ - قال: أبوك الذي ولدت على فراشه فقام عمر بن الخطاب فأخذ مقدم رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال: رضينا بالله ربا " وبالإسلام دينا " وبمحمد نبيا " وبالقرآن كتابا لا نسأل عما سبقنا ونؤمن بما أنزل علينا لا تبدين علينا سوأتنا واعف عنا عفا الله عنك فقال: فهل أنتم منتهون؟ - قال: انتهينا يا رسول الله.
فهذا عمر بن الخطاب لم يثق بنسبه وأمر الناس أن لا يزيدوه على الخطاب روى محمد بن فضيل عن أبي لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن ربيعة بن لقيط عن مالك قال:
سمعت عمر بن الخطاب يقول: تعلموا أنسابكم تصلوا أرحامكم ألا ولا يسألني أحد عما رواء الخطاب. وهذا عمر سئل عن عتق رقبة من ولد إسماعيل سأله رجل عن ذلك فلم يثق إلا بما كان من رسول الله صلى الله عليه وآله وعبد المطلب روى ذلك زيد بن هارون عن جرير بن عثمان عن عوف بن مالك قال: جاء رجل إلى عمر بن الخطاب فقال: إن علي نذرا " أن أعتق نسمة من ولد إسماعيل فقال: والله ما أصبحت أثق لك بأحد إلا ما كان من حسن وحسين وعلى بني عبد المطلب فإنهم من شجرة رسول الله صلى الله عليه وآله وإن سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: هم ولد أبي، فانظروا كيف لم يعرف عمر إلا ولد عبد المطلب ولم يثق في النسب إلا بهم. ومن لا يصح له نسبه كيف يجوز أن ينتسب إلى إبراهيم عليه السلام، ومن لا ينتسب إلى إبراهيم كيف يصلح للإمامة فإن الله يقول: ملة أبيكم إبراهيم سماكم المسلمين من قبل، فالذي لا يصحح نسبته إلى إبراهيم فليس ممن سماه إبراهيم مسلما " ومن لم يسمه إبراهيم مسلما " فليس بمسلم، وهذا أمر جليل يجب على الأمة أن تفهمه وتنظر فيه فإن من نظر وفحص رشد إن شاء الله ".
قال الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي في مجمع الزوائد في أواخر باب عقده لذكر فضل أهل البيت - عليهم السلام - (ج ٩، ص ١٨٥):
" وعن عبد الله بن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أتاه رجل يقول على رقبة من ولد إسماعيل يقول: عليك بحسن وحسين، رواه الطبراني ورجاله ثقات " أقول: مما يؤيده من بعض الجهات ما ذكره الهيثمي أيضا لكن في المجلد الرابع من الكتاب بهذه العبارة (ص ٢٤٢): " باب العتق من ولد إسماعيل، عن عائشة: أنه كان عليها رقبة من ولد إسماعيل فجاء سبي من اليمن من خولان فأرادت أن تعتق منهم فنهاها رسول الله صلى الله عليه وآله ثم جاء سبي من مضر من بني العنبر فأمرها النبي صلى الله عليه وآله أن تعتق منهم، رواه أحمد وفيه من لم أعرفهم، وفي المناقب أحاديث من هذا النحو " وفي حواشي منتخب - كنز العمال (أنظر حاشية ج ٥ من مسند الإمام ابن حنبل، ص ٣٠٥): " بنو العنبر، الإكمال:
من كان عليه تحرير رقبة من ولد إسماعيل فليعتق نسمة من بلعنبر، الباوردي سمويه (ط، ض) عن شعيب بن عبد الله بن زينب عن ثعلبة عن جده " وقال ابن حزم الأندلسي في كتاب جمهرة أنساب العرب في باب الكلام في انقسام أجذام العرب جملة (ص ٧):
" جميع العرب يرجعون إلى ولد ثلاثة رجال وهم عدنان وقحطان وقضاعة، فعدنان من ولد إسماعيل بلا شك إلا أن تسمية الآباء بينه وبين إسماعيل قد جهلت جملة وتكلم في ذلك قوم بما لا يصح فلم نتعرض لذكر ما لا يقين فيه وأما كل من تناسل من ولد إسماعيل - عليه السلام - فقد غبروا ودثروا ولا يعرف منهم أحد على أديم الأرض أصلا، حاشا ما ذكرنا من أن بني عدنان من ولده فقط، وأما قحطان فمختلف فيه من ولد من هو؟ فقوم قالوا: هو من ولد إسماعيل - عليه السلام - وهذا باطل بلا شك إذ لو كانوا من ولد إسماعيل لما خص رسول الله صلى الله عليه وآله بني العنبر بن عمرو بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بأن تعتق منهم عائشة، إذ كان عليها نذر عتق رقبة من بني إسماعيل، فصح بهذا أن في العرب من ليس من ولد إسماعيل، وإذ بنو العنبر من ولد إسماعيل فآباؤه بلا شك من ولد إسماعيل فلم يبق إلا قحطان وقضاعة (فخاض في ترجمة قضاعة) " وقال أيضا " عند ذكر بني بهراء بن عمرو بن الحافي بن قضاعة: (ص ٤٤١) وقال قوم: إن العنبر بن عمرو بن تميم هو العنبر بن عمرو بن تميم بن بهراء، وهذا خطأ لأن رسول الله صلى الله عليه وآله أخبر أن بني العنبر من ولد إسماعيل بن إبراهيم (صلى الله عليهما وسلم) و قد أتى إلى بني العنبر رجل شاعر من بهراء اسمه الحكم بن عمر يمت إليهم بهذا النسب فطردوه من جميع بلادهم حتى خرج منها ورحل عنهم " وأما اختصاص النذر بالعتق من ولد إسماعيل فكأنه لفضلهم علو شأنهم وذلك يستفاد من كثير من الأخبار كقول الصادق (ع): " شبع أربعة من المسلمين تعدل محررة من ولد إسماعيل " (أنظر ثواب الأعمال ص ٧٥ من طبعة إيران سنة 1299) وكقول ابن عباس في حديث طويل عند ذكره ثواب صيام شهر رمضان (ص 39 من الكتاب المذكور): " ويعطى كل واحد منكم ثواب ألف مريض وألف غريب خرجوا في طاعة الله، وأعطاكم ثواب عتق ألف رقبة من ولد إسماعيل) فالتقييد بكون المعتق من ولد إسماعيل كتقييد النسمة أو الرقبة بكونها مؤمنة أو صالحة أو نظائرهما مما يدل على الفضل وعلو الشأن.