من ربهم محدث، الآية، فلما سمعوا ذلك منه قال علماء سمرقند: هذا كفر، فرموه بالحجارة والنعال فأخذه محبوه وأخرجوه منها خفية، فجاء إلى بخارا فاجتمع عليه أكثر من سمرقند وفعلوا به ما فعلوا به في سمرقند، ثم جاء إلى نيشابور في أيام الفضل بن شاذان فاجتمع عليه من المحدثين قريب من ثلاثمائة ألف محدث ثم فعلوا به ما فعلوا به فيها، ثم جاء إلى بغداد واجتمع عليه المحدثون وسألوا منه مائة حديث وحذف كل واحد منهم حرفا أو بدلوا الفاء بالواو أو بالعكس أو نقلوا بالمعنى أو علقوا إسناد خبر إلى آخر وأمثالها وسألوه عنها فأجاب الجميع بأني لا أعرفه ثم ابتدأ بالأول فالأول وقال: أما حديثك فأعرفه هكذا وقرأه من الحفظ صحيحا " حتى أتى على آخرها، فأجمعوا على أنه ثقة حافظ ليس أحفظ منه واعتبروا كتابه واشتهر.
ثم قال المجلسي: فلا يستبعد ذلك من أصحابنا أيضا " فكيف وكان بين أظهرهم وكانت العامة معادين له في الدين والخاصة للدنيا والاعتبار، ومع أن رواة القدح ضعفاء على أنه يمكن أن يكون الفضل مثابا " في رد الأخبار التي نقلوها إليه من المعصومين عليهم السلام، وردها الفضل لظنه الغلو، وكانوا مثابين لكونهم سمعوها من المعصومين (ع) والجميع مطابق للأخبار التي نقلها مشايخنا المعظمون في كتبهم ثم نقل رقعة عبد الله بن جبرويه هذا التي ذكره المصنف عن الكشي وقال في آخرها: فتدبر في هذا الخبر حتى يظهر لك ما ذكرنا.
ثم نقل روايتين متضمنتين لأنه: لو عرض علم سلمان على مقداد لكفره ثم قال: والحق أن مراتب العلوم متفاوتة فيمكن أن يكون إنكار الفضل لأخبارهم لعدم إدراكه، أو لخوف الفضل أن يكفر العوام بالغلو كما ورد في الأخبار الكثيرة أن حدثوهم بما يعلمون أو بما يفهمون.
انتهى كلامه علا مقامه وهو كلام موجه متين.
وأقول: ربما يشهد بكون الرقعة في ذمه مجعولة قول الشكي أو البيهقي بعد نقلها أنه: كان هذا التوقيع بعد موت الفضل بن شاذان بشهرين، وذلك في سنة