الملقب بخوراء من أهل البوزجان من نيسابور أن أبا محمد الفضل بن شاذان - رحمه الله - كان وجهه إلى العراق إلى حيث به أبو محمد الحسن بن علي - صلوات الله عليهما - فذكر أنه دخل على أبي محمد (ع) فلما أراد أن يخرج سقط منه كتاب في حضنه ملفوف في رداء له فتناوله أبو محمد (ع) ونظر فيه وكان الكتاب من تصنيف الفضل وترحم عليه وذكر أنه قال: أغبط أهل خراسان بمكان الفضل بن شاذان وكونه بين أظهرهم.
محمد بن الحسين عن عدة أخبروه أحدهم أبو سعيد بن محمود الهروي وذكر أنه سمعه أيضا أبو عبد الله الشاذاني النيسابوري وذكر له أن أبا محمد (ع) ترحم عليه ثلاثا " ولاء ".
قال أحمد بن يعقوب أبو علي البيهقي - رحمه الله:
أما ما سألت من ذكر التوقيع الذي خرج في الفضل بن شاذان أن مولانا (ع) لعنه بسبب قوله بالجسم، فإني أخبرك أن ذلك باطل وإنما كان مولانا (ع) أنفذ إلى نيسابور وكيلا " من العراق كان يسمى أيوب بن الناب يقبض حقوقه، فنزل نيسابور عند قوم من الشيعة ممن يذهب مذهب الارتفاع والغلو والتفويض كرهت أن أسميهم فكتب هذا الوكيل يشكو الفضل بن شاذان بأنه يزعم أني لست من الأصل ويمنع الناس من إخراج حقوقه، وكتب هؤلاء النفر أيضا إلى الأصل الشكاية للفضل ولم يكن ذكروا الجسم ولا غيره، وذلك التوقيع خرج من يد المعروف بالدهقان ببغداد في كتاب عبد الله بن حمدويه البيهقي وقد قرأته بخط مولانا عليه السلام والتوقيع هذا:
الفضل بن شاذان ما له ولموالي يؤذيهم ويكذبهم وإني لأحلف بحق آبائي لئن لم ينته الفضل بن شاذان عن هذا لأرمينه بمرماة لا يندمل جرحه منها في الدنيا ولا في الآخرة.
وكان هذا التوقيع بعد موت الفضل بن شاذان بشهرين في سنة ستين ومائتين.
قال أبو علي: والفضل بن شاذان كان برستاق بيهق فورد خبر الخوارج فهرب منهم فأصابه التعب من خشونة السفر فاعتل ومات منه وصليت عليه.