أن النار لما استعرت وضع الله قدمه فيها فقالت: قطي قطي 1 أي حسبي حسبي 2.
١ - قال ابن الأثير في النهاية: " فيه: ذكر النار فقال: حتى يضع الجبار فيها قدمه فتقول: قط قط بمعنى حسب، وتكرارها للتأكيد وهي ساكنة الطاء مخففة، ورواه بعضهم فتقول: قطني قطني أي حسبي حسبي " قال ابن هشام في مغني اللبيب: قط على ثلاثة أوجه (إلى أن قال): الثاني أن تكون بمعنى حسب وهذه مفتوحة القاف ساكنة الطاء يقال:
قطي وقطك وقط زيد درهم كما يقال: حسبي وحسبك وحسب زيد درهم إلا أنه مبنية لأنها موضوعة على حرفين وحسب معربة. والثالث أن تكون اسم فعل بمعنى يكفي فيقال:
قطني بنون الوقاية كما يقال: يكفيني ويجوز نون الوقاية على الوجه الثاني حفظا للبناء على السكون كما يجوز في لدن ومن وعن لذلك " فعلم أن " قطي وقطي " (بلا نون) كما في نسخ الكتاب و " قطني وقطني " مع نون الوقاية كما في النهاية كلا الوجهين صحيحان.
ويناسب المقام ما نقله العلامة المجلسي في باب نفي الجسم والصورة والتشبيه من المجلد الثاني من البحار عن تفسير العياشي بهذه العبارة (ص 91 من طبعة أمين الضرب):
" شئ - عن جابر الجعفي قال قال محمد بن علي: يا جابر ما أعظم فرية أهل الشام يزعمون أن الله تبارك وتعالى حيث صعد إلى السماء وضع قدمه على صخرة بيت المقدس وقد وضع عبد من عباد الله قدمه على حجر فأمرنا لله تبارك وتعالى أن نتخذها مصلى، يا جابر إن الله تبارك وتعالى لا نظير له ولا شبيه، تعالى عن صفة الواصفين جل عن أوهام المتوهمين، واحتجب عن عين الناظرين ولا يزول مع الزائلين، ولا يأفل مع الآفلين ليس كمثله شئ وهو السميع العليم ".
2 - أورد السيوطي في الدر المنثور في تفسير قوله تعالى: " يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد (آية 30 سورة ق) " روايات مع أسنادها منها هذه الرواية " وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أنس قال قال رسول الله - صلى الله عليه [وآله] وسلم: لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول:
هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فينزوي بعضها إلى بعض وتقول: قط قط وعزتك وكرمك (الحديث) فمن أراد أن يلاحظ سائر الروايات فليراجع ذلك الكتاب (ج 6 ص 107 من النسخة المطبوعة).