قال فصاح همام صيحة ثم وقع مغشيا عليه فقال أمير المؤمنين عليه السلام إما والله لقد كنت أخافها عليه وقال هكذا تصنع الموعظة البالغة بأهلها فقال له قائل يا أمير المؤمنين فما بالك فقال إن لكل اجلا لن يعدوه وسببا لا يجاوزه فمهلا لا تعد فإنما نفث على لسانك شيطان أقول همام هذا هو همام بن شريح بن يزيد بن مرة وكان من شيعة علي عليه السلام وأوليائه البشر بالكسر الطلاقة والحصن الحث والترغيب والوثبة الطيش والشنائة البغض والسمعة الصيت والعريكة الطبيعة لانت عريكة إذا انكسرت نخوته الرصين كامين بالمهملتين المحكم الثابت الإفك الكذب الخرق الحمق الترق الطيش الضجر الملال البطر افراط الفرح الحيف الظلم الصلد الصلب الأملص الكدح الكد والسعي وحلاوة مكادحته لحلاوة ثمرتها ويقينه في نيلها فان التعب في سبيل المحبوب راحة الجشع محركة أشد الحرص وأسوءه وان تأخذ نصيبك وتطمع في نصيب غيرك الهلع الجزع الصلف ان تدعى ما ليس فيك من الكمال الرفق المداراة التهور ايقاع النفس فيما لا تطيق ونفى الخرق والنكاية كناية عن عدم التأثر بهما والنكاية الجرح والحكم الحكمة والختر الغدر والخديعة أو أقبح الغدر ونفى اقتفاء الأثر كناية عن عدم التجسس لعيوب الناس الجنح الجانب الحزم التيقظ المرح شدة الفرح يعنى لا يحمله الفرح على الحماقة ولا شدته على العدول عن الحق والميل إلى الباطل يقال للش السهم عن الهدف أي عدل البايقة الشر الغائلة الشدة الموازرة المعاونة مرجو لكل كريمة أي خصلة كريمة وفى بعض النسخ كريهة بالهاء وهو أوفق لقوله مأمول لكل شدة والمراد رفعهما والهشاشة الارتياح والخفة والبشاشة طلاقة الوجه ورجل هشاش بشاش أو هش بش أي طلق الوجه طيبة الاقتصاد في الملبس ان لا تلبس ما يلحقك بدرجة المترفين ولا ما يلحقك باهل الخسة والدنائة ويحتمل ان يكون المراد جعله الاقتصاد لباسا لنفسه أي يقتصد في كل أموره والتواضع في المشي العدل بين رزيلتي المهانة والكبر بغض ونزاهة أي بغض له في الله أو بغض لما في أيدي الناس من متاع الدنيا ونزاهة عنه والخلابة الخديعة باللسان وهذه الخطبة من جليل خطبه وبليغ وصفه فعلت بهمام ما فعلت
(٣٠٣)