وإلا فشأنكم فاجتمعوا فقال لهم هل علمتم ان الله عز وجل لم يخلق خلقا أكرم عليه من أبينا آدم وأمنا حواء قالوا صدقت أيها الملك قال أفليس قد زوج بنيه بناته وبناته من بنيه قالوا صدقت هذا هو الدين فتعاقدوا على ذلك فحى الله ما في صدورهم من العلم ورفع عنهم الكتاب فهم الكفرة يدخلون النار بلا حساب والمنافقون أشد حالا منهم فقال الأشعث والله ما سمعت بمثل هذا الجواب والله لأعدت إلى مثلها ابدا ثم قال عليه السلام سلوني قبل ان تفقدوني فقام إليه رجل من اقصى المسجد متوكيا على عكازة فلم يزل يتخطأ الناس حتى دنى منه فقال يا أمير المؤمنين على عمل إذا انا عملته نجاني الله من النار فقال عليه السلام له اسمع يا هذا ثم افهم ثم استيقن قامت الدنيا بثلاثة بعالم ناطق مستعمل لعلمه وبغنى لا يبخل بماله على أهل دين الله عز وجل وبفقير صابر فإذا كتم العالم علمه وبخل الغنى ولم يصبر الفقير فعندها الويل والثبور وعندها يعرف العارفون الله ان الدار قد رجعت إلى بديها أي إلى الكفر بعد الايمان أيها
(١٣٨)