لم يبال ما رزأ من آخرته إذا سلمت له دنياه فهو هالك ومن لم يتعاهد النقص من نفسه غلب عليه الهوى ومن كان في نقص فالموت خير له يا شيخ ان الدنيا خضرة حلوة ولها أهل وان الآخرة لها أهل ظلفت أنفسهم عن مفاخرة أهل الدنيا لا يتنافسون في الدنيا ولا يفرحون بغضارتها ولا يحزنون لبؤسها يا شيخ من خاف البيات يقل نومه ما أسرع الليالي والأيام في عمر العبد فاخزن لسانك وعد كلامك لا تقل الا بخير يا شيخ ارض للناس ما ترضى لنفسك وآت إلى الناس ما تحب ان يؤتى إليك قال له زيد بن صوحان العبدي يا أمير المؤمنين أي سلطان أغلب وأقوى فقال الهوى قال فأي ذل أذل قال الحرص على الدنيا قال فأي عمل أفضل قال التقوى قال فأي عمل انجح قال طلب ما عند الله قال فأي صاحب أشر قال المزين لك معصية الله قال فأي الخلق أشقى قال من باع آخرته بدنيا غيره قال فأي الناس أكيس قال من أبصر رشده قال فمن
(١٢٨)