العابدين وفوز الفائزين وأمان المتقين واعلموا أيها الناس انكم سيارة قد حدا بكمي وحدى بخراب الدنيا حاد و ناداكم للموت ناد فلا تغرنكم الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور الا وان الدنيا دار غرارة خداعة تنكح في كل يوم بعلا و تقتل في كل يوم أهلا وتفرق في كل ساعة شملا فكم من متنافس وراكن إليها من الأمم السالفة وقد قذفتهم في الهاوية و دمرتهم تدميرا وتبرتهم تتبيرا أين من جمع فاوعى وشد وأوكى ومنع وأكدى بل أين عسكر العساكر ودسكر الدساكر وركب المنابر أين من بنى الدور وشرف القصور وجهز الألوف قد تداولتهم أياما وابتلعتهم أعواما فصاروا أمواتا في القبور فاتا قد يئسوا ما خلفوا ووقفوا على ما أسلفوا ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين وكفى بالموت للهو قامعا وللذات قاطعا ولخفض العيش مانعا
(١١٥)