انه ينتقض بمس الكتابة وقراءة القرآن لا يقال قد روى الشيخ في الصحيح عن محمد بن القسم قال سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن الجنب ينام في المسجد فقال يتوضى ولا بأس أن ينام في المسجد ويمر فيه لأنا نقول هذه الرواية منافية للمذهب وظاهر التنزيل فلا بد فيها من التأويل وذلك بأن يحمل الوضوء على التيمم مجازا لاشتراكهما في اسم الطهارة أو في الاستباحة ويحمل ذلك على حالة الضرورة ومع عدم التأويل يمكن أن يكون هذه الرواية حجة لسلار. * مسألة:
يكره للجنب أشياء، أحدها: النوم قبل الوضوء وهو مذهب علمائنا أجمع وهو مروي عن علي (عليه السلام) و عبد الله بن عمر وقال ابن المسيب ينام ولا يمس ماء وهو قول أصحاب الرأي. لنا: ما رواه الجمهور قال سأل عمر النبي (صلى الله عليه وآله) أيرقد أحدنا وهو جنب قال نعم إذا توضى وعن عائشة أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان إذا أراد أن يأكل أو ينام يتوضى يعني وهو جنب ومن طريق الخاصة ما رواه الشيخ عن سماعة قال سألته عن الجنب يجنب ثم يريد النوم فقال: إذا أحب أن يتوضى فليفعل والغسل أفضل من ذلك وإن هو نام ولم يتوضى ولم يغتسل فليس عليه شئ ويدل عليه أولوية الغسل ما رواه الشيخ عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله قال سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الرجل يواقع أهله أينام على ذلك؟ قال إن الله تعالى يتوفى الأنفس في منامها ولا يدري ما يطرقه من البلية إذا فرغ فليغسل وروى ابن بابويه في كتابه عن عبيد الله الحلبي في الصحيح قال سأل أبو عبد الله (عليه السلام) عن الرجل ينبغي له أن ينام وهو جنب قال يكره ذلك حتى يتوضى وفي حديث آخر قال أنا أنام قال ذلك حتى أصبح وذلك إني أريد أن أعود احتج المخالف بما روى الأسود عن عائشة قالت كان النبي (صلى الله عليه وآله) ينام وهو جنب لا يمس ماء ولأنه حدث يوجب الغسل فلا يستحب الوضوء مع بقائه كالحيض والجواب عن الأول:
ان الراوي أبو إسحاق عن الأسود عن عائشة وقد روى جماعة كثيرة عن الأسود عن عائشة أنه (عليه السلام) كان يتوضى قبل أن ينام رواه شعبة والثوري وقالوا انه غلط من أبي إسحاق قال أحمد روى أبو إسحاق الأسود حديثا خالف فيه الناس فلم يقل أحد عن الأسود مثل ما قد قال فلو أحاله عن غير الأسود هذا ما قاله أحمد في هذه الرواية على أن هذه الأحاديث دالة على الجواز وما رويناه يدل على الاستحباب وكلاهما لا ينافيان الترك وعن الثاني:
ان حدث الحائض قائم فلا وضوء مع ما ينافيه. الثاني: يكره له الأكل والشرب قبل المضمضة والاستنشاق والوضوء وخص الشيخان والسيد المرتضى بالمضمضة والاستنشاق وقال ابن المسيب إذا أراد أن يأكل يغسل كفيه ويتمضمض وهو قول إسحاق وأصحاب الرأي وإحدى الروايتين عن أحمد وقال مجاهد يغسل كفيه وقال مالك يغسل يديه إن كان أصابهما أذى. لنا: من طريق الجمهور ما تقدم من حديث عائشة أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان إذا أراد أن يأكل أو ينام وهو جنب توضى ومن طريق الخاصة ما رواه الشيخ عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله قال سألت أبا عبد الله (عليه السلام) أياكل الجنب قبل أن يتوضى قال إنا لنكسل ولكن ليغسل يده والوضوء أفضل وقال ابن بابويه إذا أراد أن يأكل أو يشرب قبل الغسل لم يجز له إلا أن يغسل يده أو يتمضمض ويستنشق فإنه إن أكل أو شرب قبل ذلك خيف عليه البرص قال وروي أن الأكل على الجنابة يورث الفقر وروى ابن يعقوب في الصحيح عن زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال الجنب إذا أراد أن يأكل ويشرب غسل يديه وتمضمض وغسل وجهه وأكل وشرب وروى ابن بابويه عن الصادق (عليه السلام) عن أبيه (عليه السلام) قال إذا كان الرجل جنبا ليأكل ولم يشرب حتى يتوضى. [الثالث] ذكر أصحابنا أنه يكره للمحتلم الجماع قبل الغسل أما تكرير الجماع من غير اغتسال فلا يكره لما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه كان يطوف على نسائه بغسل واحد. [الرابع] الخضاب مكروه وهو اختيار الشيخ والسيد المرتضى والمفيد وقال ابن بابويه ولا بأس أن يختضب والجنب يجنب مخضبا ويحتجم ويتنور ويذبح وينام جنبا إلى آخر الليل ويلبس الخاتم وينام في المسجد ويمر فيه. لنا: ما رواه كرد بن المسمعي قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول لا يختضب الرجل وهو جنب وهذا يدل على الكراهية لا التحريم لما رواه الشيخ عن السكوني عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال لا بأس أن يختضب الرجل الجنب ويجتنب وهو مختضب ولا بأس بأن يتنور الجنب ويحتجم ويذبح ولا يذوق شيئا حتى يغتسل بدنه ويتمضمض فإنه يخاف منه الوضح وروي في الصحيح عن إبراهيم بن أبي محمود قال قلت للرضا (عليه السلام) الرجل يجنب فيصيب جسده ورأسه الخلوق والطيب والشئ الكبير مثل علك الروم والطراز وما أشبهه فيغتسل فإذا فرغ وجد شيئا قد بقي في جسده من أثر الخلوق والطيب وغيره قال لا بأس وروى ابن يعقوب في كتابه عن ابن جميلة عن أبي الحسن الأول (عليه السلام) قال لا بأس بأن يختضب الجنب ويجنب المختضب ويطلي بالنورة قال ابن يعقوب وروي أن المختضب لا يجنب حتى يأخذ الخضاب فاما أول الخضاب فلا وروى الشيخ عن أبي سعيد قال قلت لأبي إبراهيم (عليه السلام) أيختضب الرجل وهو جنب قال لا قلت فيجنب وهو مختضب قال لا ثم مكث قليلا ثم قال يا أبا سعيد أفلا أدلك على شئ تفعله قلت بلى قال إذا اختضبت بالحناء وأخذ الحنا فأخذه وبلغ فحينئذ فجامع وروى الشيخ عن جعفر بن محمد بن يونس أن أباه كتب إلى أبي الحسن (عليه السلام) يسأله عن الجنب يختضب أو يجنب وهو مختضب فكتب لا أحب له وروى الشيخ عن عامر بن جذاعة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال سمعته يقول لا يختضب الحائض ولا الجنب ولا تجنب وعليها خضاب ولا يجنب وهو عليه خضاب وروي عن أبي المعزا عن علي عن العبد الصالح (عليه السلام) قال قلت الرجل يختضب وهو جنب قال لا بأس وعن المرأة تختضب وهي حائضة قال ليس به بأس فظهر من الأحاديث الدالة على النهي وعلى الإباحة الكراهية ولان الحنا غير مانع عن وصول الماء الخفية وشدة سيلان الماء. [الخامس] الادهان مكروه للجنب لما رواه الشيخ في الصحيح عن حريز بن عبد الله قال قيل لأبي عبد الله (عليه السلام) الجنب يدهن ثم يغتسل فقال لا ولان الدهن غالبا يمنع من التصاق جريان الماء