[كتاب الصلاة] في بيان معنى الصلاة ووجوبها و فضلها بسم الله الرحمن الرحيم الكتاب الثاني، في الصلاة وفيه مقدمة ومقاصد، أما المقدمة ففيها فصول {الأول} الصلاة اللغة الدعاء، قال الله تعالى: (وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم) وقال الله تعالى: (ومن الاعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول) يعني دعاه وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: إذا دعى أحدكم فليجب فإن كان مفطرا فليطعم وإن كان صائما فليصل. وقال الأعشى تقول نبي وقد قريب مرتحلا يا رب حبب إلي الأوصاب والوجعا عليك مثل الذي صليت فأعد حتى يوما فإن نجيت المر مضطجعا وقال: وصل على ربها وأديم إلى دعائها وقيل إن؟ الميابغة؟ ولهذا سمي المصلي مصليا لأنه ينبغي السابق وأما في الشرع فإنها عبارة عن أفعال المخصوصة المقترنة بالأذكار المعينة وقد تجرد الأفعال عن الاذكار كصلاة الأخرس وبالعكس كالصلاة بالتسبيح والأقرب إطلاق اللفظ الشرعي حقيقة في الأول ومجاز في الآخرين فإذا علق حكم على الصلاة انصرف باطلاقه إلى ذات الركوع والسجود صرفا اللفظ عند إطلاقه إلى الحقيقة.
{الفصل الثاني} في وجوبها وهي واجبة بالكتاب والسنة والاجماع قال الله تعالى: (وأقيموا الصلاة) وقال: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة) وقال: (أقم الصلاة لدلوك الشمس) وقال: (واركعوا واسجدوا) وقال: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين) وقال: (ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا) والآيات كثيرة وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال أنه بني الاسلام عن خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وإن محمدا رسول الله وأقاموا الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلا وروى ابن بابويه في الصحيح عن زرارة قال قلت لأبي جعفر (ع) أخبرني عما فرض الله تعالى من الصلوات فقال: خمس صلوات في الليل والنهار ولا خلاف بين المسلمين في وجوب خمس صلوات متكررة في اليوم والليلة. {الفصل الثالث} في بيان فضلها وهي أفضل من العبادات وأهمها في نظر الشرع روى ابن بابويه عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ما من صلاة يحضر وقتها إلا نادى ملك بين يدي الناس أيها الناس قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها على ظهوركم فاطفؤوها بصلاتكم ودخل رسول الله صلى الله عليه وآله المسجد وفيه ناس من أصحابه فقال: تدرون ما قال ربكم قالوا الله ورسوله أعلم، فقال: ان ربكم يقول هذه الصلوات الخمس المفروضات من صلاهن لوقتهن وحافظ عليهن لقين يوم القيامة وله عندي عهد أدخله به الجنة ومن لم يصلهن لوقتهن ولم يحافظ عليهن فذلك إلي إن شئت عذبته وإن شئت غفرت له وقال الصادق (ع): أول ما يحاسب العبد الصلاة فإذا قبلت قبلت سائر عمله وإذا ردت عليه رد عليه سائر عمله وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا زالت الشمس فتحت أبواب الجنان ويستحب الدعاء فطوبى لمن رفع له عند ذلك عمل صلاح وقال الرضا (ع): الصلاة قربان كل تقي وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنما مثل الصلاة فيكم كمثل السرى وهو البحر على باب أحدكم يخرج إليه في اليوم والليلة يغتسل فيه خمس مرات فكم يبقى الدرن على المغسل خمس مرات وكم يبقى الذنوب على الصلاة خمس مرات وقال (ع): ليس مني من استخف بصلاته لا يرد على الحوض لا والله ليس مني من شرب مسكرا لا يرد على الحوض ولا والله وقال الصادق (ع): ان شفاعتنا لا تنال مستخفا