إنا نكون بأرض باردة يكون فيها الثلج أفنسجد عليه؟ فقال: لا ولكن اجعل بينك وبينه شيئا قطنا أو كتانا. فروع: [الأول] حال التقية بعض أحوال الضرورة فيثبت فيها الترخص كغيرها ويؤيده ما رواه الشيخ عن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله (ع) عن الرجل يسجد على المسح؟ فقال: إذا كان في تقية فلا بأس وفي الصحيح عن علي بن يقطين قال سألت أبا الحسن الماضي (ع) عن الرجل يسجد على المسح والبساط؟ فقال: لا بأس إذا كان في حال تقية. [الثاني] السجود على القطن والكتان أولى من السجود على الثلج لأنه نبات الأرض بخلاف الثلج الذي ليس بأرض ولا منها ويؤيده حديث منصور بن حازم. [الثالث] روى الشيخ عن داود الصيرمي قال سألت أبا الحسن (ع) قلت له إني أخرج في هذا الوجه وربما لم يكن موضع أصلي فيه من الثلج فكيف أصنع؟ قال: إن أمكنك ألا تسجد على الثلج فلا تسجد عليه وإن لم يمكنك فسوه واسجد عليه. [الرابع] فعل هذه الصلاة على ما ذكرناه لا يسمع القضاء لأنه مأمور بها فكانت مجزية كغيرها. [الخامس] روى الشيخ في الصحيح عن زرارة عن أبي جعفر (ع) قال سألته عن المريض فقال: يسجد على الأرض أو المروحة أو على سواك يرفعه هو الأفضل من الايماء إنما كره من كره السجود على المروحة من أجل الأوثان التي كانت تعبد من دون الله وإنما لم يعبد غير الله قط فاسجد على المروحة أو على عود أو على سواك. [السادس] لا يجوز السجود على الوحل لعدم استقرار الجبهة عليه ويؤيده ما رواه الشيخ عن عمار عن أبي عبد الله (ع) قال سألته عن حد الطين الذي يسجد فيه ما هو؟ قال: أغرقت الجبهة ولم يثبت على الأرض ولو اضطر أومأ لما رواه عمار عن أبي عبد الله (ع) فإذا رفع رأسه من الركوع فليوم بالسجود إيماء. [السابع] يكره السجود على الأرض السبخة فقد تقدم. * مسألة: ويشترط لموضع السجود أمران، الملك أو ما في حكمه وقد مضى البحث فيه والطهارة فلو سجد على شئ نجس لم يصح صلاته إجماعا منا وهو قول أهل العلم كافة إلا في رواية عن أبي يوسف أنها يفسد سجدته دون صلاته وليست شيئا لان فساد جزء الصلاة مستلزم فساد ما فيها كما في الركوع احتج بأنه سجد على النجاسة فلا يعتبر فيصير كالعدم وجوابه المنع من عدم اعتبارها في البطلان. فرعان: [الأول] هل يشترط طهارة مواضع الأعضاء السبعة التي يسجد عليها أم لا؟ فاختلف علماؤنا فالأكثر اشترطوا طهارة موضع الجبهة لا غير واستحبوا طهارة الباقي وأبو الصلاح اشترط طهارة الجميع والأقرب عندي ما ذهب إليه الأكثر وهو اختيار أبي حنيفة وأصحابه إلا أن أبا حنيفة اعتبر الموقف فإن كان موضع القدمين نجسا لم يصح صلاته وقال الشافعي بمثل قول أبي الصلاح. لنا: الأصل عدم الاشتراط ولان موضع اليدين والركبتين على الأرض عنده ليس بشرط للجواز فطهارة موضعها أولى بعدم الاشتراط ويؤيده ما رواه الشيخ عن زرارة عن أبي جعفر (ع) قال سألته عن الشاذكونة يكون عليه (عليها) الجنابة أيصلى عليها في المحمل؟ قال: لا بأس وعن محمد بن أبي عمر وقال قلت لأبي عبد الله (ع) إذا صلى على الشاذكونة و قد أصابها الجنابة؟ فقال: لا بأس احتج المخالف بأنه استعمل النجاسة في الصلاة فصار كحاملها والجواب المنع من المقدمتين. [الثاني] إذا تيقن حصول النجاسة في مكان وجهل تعينها فإن كان الموضع محصورا كالبيت وشبهه لم يسجد عليه شئ منه وإن كان متسعا كالصحراء جاز دفعا للمشقة.
[الفصل السادس] في الأذان والإقامة وفيه مباحث {الأول}، الأذان لغة الاعلام قال الله تعالى: (وأذن في الناس بالحج) وقال: (وأذان من الله ورسوله) وقال الشاعر أذاننا ينسها اسما وفي الشرع عبارة عن أركان مخصوصة موضوعة للاعلام بأوقات الصلاة وهو من السنن المؤكدة إجماعا روى الجمهور عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة وقال صلى الله عليه وآله ثلاث على كثبان المسك يوم القيامة يغبطهم الأولون والآخرون رجل نادى بالصلوات الخمس في كل يوم وليلة ورجل يؤم قوما وهم به راضون وعبد أدى حق الله وحق مواليه ورواه الأصحاب أيضا ومن طريق الخاصة ما رواه الشيخ في الصحيح عن يحيى الحلبي عن أبي عبد الله (ع) قال: إذا أذنت في أرض فلاة وأقمت صلى خلفك صفان من الملائكة وإن أقمت ولم تؤذن صلى خلفك صف واحد ونحوه روي في الصحيح عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله (ع) وروى ابن بابويه عن عبد الله بن علي قال حملت متاعي من البصرة إلى مصر فقدمتها فبيننا أنا في بعض الطريق إذ انا بشيخ طوال شديد الأدمة أبيض الرأس واللحية عليه طهران أحدهما أسود والآخر أبيض قلت من هذا قالوا هذا بلال مولى رسول الله صلى الله عليه وآله فأخذتك من الواحي فأتيته فسلمت عليه فقلت السلام عليك أيها الشيخ فقال وعليك السلام قلت يرحمك الله حدثني بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وما يدريك من أنا فقلت أنت بلال مؤذن رسول الله صلى الله عليه وآله قال فبكى وبكيت حتى أجمع الناس علينا ونحن نبكي قال ثم قال يا غلام من أي البلاد أنت قلت من أهل العراق قال بخ بخ فمكث ساعة ثم قال أكتب يا أخا أهل العراق بسم الله الرحمن الرحيم سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: المؤذنون أمناء المؤمنين على صلاتهم وصومهم ولحومهم ودمائهم لا يسألون الله شيئا إلا أعطاهم ولا يشفعون في شئ إلا شفعوا قلت زدني رحمك الله قال اكتب بسم الله الرحمن الرحيم سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من أذن أربعين عاما محتسبا بعثه الله يوم القيامة أمنه (امنا) وله عمل أربعين صديقا عملا مبرورا متقبلا قلت زدني رحمك الله قال اكتب بسم الله الرحمن الرحيم سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من أذن عشرين عاما بعثه الله يوم القيامة وله من النور مثل نور السماء قلت زدني رحمك الله قال اكتب بسم الله الرحمن الرحيم سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من أذن عشر سنين أسكنه الله عز وجل مع إبراهيم في قبته أو في درجته قلت زدني