لم يكن له وارث مسلم انتقل إلى الامام. [الثاني] لو تركها معتقدا لوجوبها لم يكفر وإن استحل القتل بعد ترك ثلاثة صلوات والتعزير فيهن وليغسل ويكفن ويصلي عليه ويدفن في مقابر المسلمين وينتقل ماله إلى من قتله إلى ورثة المسلمين وبه قال مالك والشافعي وأبو حنيفة وأحمد في إحدى الروايتين وقال في الأخرى يقتل لا حدا بل لكفره. لنا: أنه مسلم بالأصالة مقر بوجوب الصلاة فلا يخرج عن إسلامه بقتله كالزاني وما رواه الجمهور عن حذيفة أنه قال يأتي على الناس زمانا لا يبقى معهم من الاسلام إلا قول لا إله إلا الله فقيل له وما تنفعهم قال ينجيهم من النار لا أنالك وعن النبي صلى الله عليه وآله ان الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله ينبغي بذلك وجه الله وعن عبد الله بن صامت عن النبي صلى الله عليه وآله قال خمس صلوات كتبهن الله على العبد في اليوم والليلة فمن جاء بهن لم يضع منهن شيئا استخفافا بحقهن كان له عند الله أجر أن يدخل الجنة ولم يأت بهن وليس له عند الله أجر إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة وذلك لا يصح إلا في الكافر وقد روى هذا الحديث ابن بابويه أيضا وروى عن الصادق عليه السلام أنه قال من قبل الله له صلاة واحدة لم يعذبه احتج أحمد بما روي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال بين العبد والكفر ترك الصلاة فمن تركها فقد كفر والجواب: المراد بذلك أن حكمه حكم الكافر كما روي عنه عليه السلام أنه قال: قتال المسلم كفر.
[الثالث] لا يقتل عندنا أول أمره ولا إذا ترك الصلاة ولم يعزر وإنما يجب القتل إذا تركها مرة فعزر ثم تركها ثانية فعزر ثم تركها ثالثة فعزر وإذا تركها رابعة فإنه يقتل وإن تاب وقال بعض الجمهور يقتل بأول مرة. لنا: أنه مسلم معصوم الدم فلا يتهجم على قتله إلا بيقين وما أجمعنا عليه متيقن. [الرابع] لو ترك شرطا من شروطها مجمعا عليه مستحلا فهو كافر كما لو ترك الوضوء أو الركوع أو السجود وإن كان لا مستحلا لحكمه ما تقدم أما لو ترك ما اختلف في اشتراطه فإنه لا يقتل بذلك ولو اعتقد تحريمه فكذلك ويلزمه إعادة الصلاة.
[المقصد العاشر] في الجنائز وفيه مباحث {الأول} في المقدمات، * مسألة: يستحب الانسان الاكثار من ذكر الموت والاستعداد له لان فيه إيقاظا ومنعنا للنفس عن الشهوات والاقبال بالكلية إلى الآخرة روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: أكثر من ذكر دم اللذات فما ذكر في كثير إلا قلله ولا في قليل إلا كثره وقال الصادق عليه السلام: من عد غدا من أجله فقد أساء صحبه الموت وقال رسول الله صلى الله عليه وآله في آخر خطبة خطبها: من تاب قبل موته بسنة تاب الله عليه ثم قال: وإن السنة لكثير ومن تاب قبل موته بشهر تاب الله عليه، ثم قال: وإن الشهر لكثير ومن تاب قبل موته بيوم تاب الله عليه، ثم قال: وإن يوما لكثير ومن تاب قبل موته بساعة تاب الله عليه، ثم قال: وإن الساعة لكثير ومن تاب وقد بلغت نفسه هذه وأومى بيده إلى حلقه تاب الله عليه ويستحب للمريض الصبر والدعاء بطلب العافية وإن لا يشكو المرض على أحد إلا مع الحاجة كالطبيب روى الزيد الشحام عن أبي عبد الله عليه السلام قال أمر الناس بخصلتين فضيعوهما فصاروا منهما على غير شئ الصبر والكتمان وروى يعقوب بن يزيد بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: عودوا مرضاكم وسلوهم الدعاء فإنه يعدل دعاء الملائكة ومن مرض ليلة فقبلها بقبولها كتب الله له عبادة ستين سنة قلت ما معنى قبولها؟ قال: لا يشكو ما أصابه فيها إلى أحد وعن معمر بن خالد عن أبي الحسن عليه السلام قال رأى علي بن الحسين عليهما السلام رجلا يطوف بالكعبة وهو يقول اللهم إني أسألك الصبر، فقال: يا هذا أتدري ما تقول إنما تسأل ربك البلاء قل اللهم إني أسألك العافية وشكر العافية والاشتكاء هو أن يقال ابتليت بما لم يبتل به أحدا وأصابني ما لم يصب أحد فاما أن يقول حميت البارحة مثلا فلا ويكره له أن يتمنى الموت لضر ما نزل به فقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله: لا يتمنى أحدكم الموت لضر نزل وليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي وينبغي للمريض أن يحصل (يحسن) ظنه بالله تعالى روى جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله قبل موته: لا يموتن أحدكم إلا وهو حسن الظن بالله. ومن طريق الخاصة ما رواه الشيخ في الصحيح عن يزيد بن معاوية العجلي عن أبي جعفر عليه السلام قال وحدثنا في كتاب علي بن أبي طالب عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال وهو على منبره والله الذي لا إله إلا هو ما أعطي مؤمن قط خير الدنيا والآخرة إلا بحسن ظنه بالله ورجائه له وحسن خلقه والكف عن اغتياب المؤمنين والله الذي لا إله إلا هو لا يعذب الله مؤمنا بعد التوبة والاستغفار إلا بسوء ظنه بالله عز وجل ويقصره من رجاءه لله وسوء خلقه واغتيابه للمؤمنين والله الذي لا إله إلا هو لا يحسن ظن عبد مؤمن بالله إلا كان لله عز وجل عند ظن عبده المؤمن لان الله كريم بيده الخير ان يستحي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظن ثم يخلف ظنه ورجائه له فأحسنوا بالله الظن وارغبوا إليه. * مسألة: ويستحب عيادة المريض بالاجماع روى الجمهور عن البراء قال أمرنا النبي صلى الله عليه وآله باتباع الجنائز وعيادة المريض وعن علي عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله قال: ما من رجل يعود مريضا مساء إلا خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يمسي ومن طريق الخاصة ما رواه ابن بابويه قال قال أمير المؤمنين عليه السلام ضمنت ستة الجنة رجل خرج بصدقة فمات فله الجنة، ورجل خرج يعود مريضا فمات فله الجنة، ورجل خرج مجاهدا في سبيل الله فمات فله الجنة، ورجل خرج حاجا فمات فله الجنة، ورجل خرج إلى الجمعة فمات فله الجنة، ورجل خرج في جنازة مسلم فمات فله الجنة وعن الباقر عليه السلام قال:
كان فيما ناجى به موسى بن عمران ربه أن قال يا رب ما يبلغ من عيادة المريض من الاجر فقال الله تعالى أوكل به ملكا يعوده في قبره إلى يوم محشره ويستحب