يستحب له أن يمسح وجهه بيديه عند الفراغ من الدعاء قيل نعم ولم يثبت. [البحث الثالث] في شغل النظر والكفين، * مسألة:
ويستحب له أن ينظر في حال قيامه إلى موضع سجدوه لئلا يشتغل نظره فيشتغل قلبه ويؤيده ما رواه الشيخ في الصحيح عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام لما علمه الصلاة: وليكن نظرك إلى موضع سجودك وما رواه غياث بن إبراهيم عن جعفر عن أبيه عن علي عليه السلام قال: لا تجاوز بطرفك في الصلاة موضع سجودك ولأنه أبلغ في الاستكانة والخضوع فكان فعله مشروعا. * مسألة: ولينظر في حال ركوعه إلى ما بين رجليه استحبابا قال الشيخان وعلم الهدى وقال الشيخ أيضا وغمض عينيك فإن لم تفعل فليكن نظرك إلى ما بين رجليك ويدل على الأول ما رواه الشيخ في الصحيح عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام لما علمه الصلاة وليكن نظرك إلى ما بين قدميك وما رواه مسمع عن أبي عبد الله عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله نهى أن يغمض الرجل عينيه في الصلاة ويدل على الثاني ما رواه الشيخ في الحسن عن حماد بن عيسى عن أبي عبد الله عليه السلام لما علمه الصلاة: ثم ركع وسوى ظهره ومد عنقه وغمض عينيه والكل عندي جائز ورواية مسمع لا ينافي هذا لان النهي يتناول غير حالة الركوع. * مسألة: وينظر في حال قنوته إلى باطن كفيه استحبابا لان النظر إلى السماء مكروه لما رواه الشيخ في الحسن عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: اجمع بصرك ولا ترفعه إلى السماء والتغميض مكروه لرواية مسمع فتعين شغلها بالنظر إلى باطن الكفين. * مسألة: وينظر في سجوده إلى طرف أنفه وفي حال قعوده إلى حجره لئلا يشتغل قلبه عن عبادة الله تعالى. * مسألة: ويستحب له وضع يديه في حال قيامه على فخذيه محاذيا لعين ركبتيه قد ضم أصابعها ذكره علماؤنا والتعويل على النقل المشهور عن أهل البيت عليهم السلام روى الشيخ في الحسن عن حماد بن عيسى عن أبي عبد الله عليه السلام لما علمه الصلاة فقام أبو عبد الله عليه السلام مستقبل القبلة منتصبا فأرسل يديه جميعا على فخذيه قد ضم أصابعه وفي الصحيح عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: إذا قمت في الصلاة فلا تلصق قدمك الأخرى دع بينهما فصلا أصبعا أقل من ذلك إلى شبر أكثره واستدل منكبيك وأرسل يديك ولا تشبك أصابعك وليكونا على فخذيك قبالة ركبتيك ويستحب وضعهما في حال ركوعه على عين ركبتيه وفي سجوده حيال وجهه في جلوسه على فخذيه ومستند ذلك كله النقل عن أهل البيت عليهم السلام.
[البحث الرابع] في التعقيب، * مسألة: أجمع كل من يحفظ عنه العلم على استحباب التعقيب عقيب الصلوات روى الجمهور عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله قال: إذا تشهد أحدكم فليتعوذ من أربع من عذاب النار، وعذاب القبر، وفتنة المحيا والممات، وفتنة المشيخ الرجال ثم يدعو لنفسه بما بدا له ومن طريق الخاصة ما رواه الشيخ عن منصور بن يونس عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من صلى صلاة فريضة وعقب إلى أخرى فهو ضيف الله وحق على الله أن يكرم ضيفه وفي الحسن عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: الدعاء بعد الفريضة أفضل من الصلاة تنفلا. * مسألة: وليس فيه شئ موظف بل يجوز الدعاء بهما (بكلها) من أمور الدين والدنيا مما ليس بمحرم لكن ما ورد به الامر أفضل ذهب إليه علماؤنا أجمع وقال أبو حنيفة يقتصر على ألفاظ القرآن وما ورد من المأثور. لنا: رواية أبي هريرة ثم يدعو لنفسه بما بدا له وعن أنس قال جاءت أم سلمة إلى النبي صلى الله عليه وآله فقالت يا رسول الله علمني دعاء ادعو به في صلاتي؟ فقال: احمدي الله عشرا وسبحي الله عشرا ثم سلي ما شئت ومن طريق الخاصة ما تقدم من الروايات الدالة على الاذن في الدعاء مطلقا وعن وليد بن صبيح عن أبي عبد الله عليه السلام قال: التعقيب أبلغ في طلب الرزق من الضرب في البلاد يعني بالتعقيب الدعاء بعقب الصلاة. * مسألة:
وأفضل ما يقال ما نقل عن أهل البيت عليهم السلام وهو أنه إذا سلم كبر ثلثا رفع يديه إلى شحمتي أذنيه بها قبل أن يثني رجليه ثم يقول ما رواه الشيخ في الموثق عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال قل بعد التسليم " الله أكبر لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت ويميت ويحيي وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم " وعن سلام المكي عن أبي جعفر عليه السلام قال أتى رجل النبي صلى الله عليه وآله يقال له شيبة الهذيل فقال يا رسول الله إني شيخ قد كبر سني وضعفت قوتي عن عمل كتب فدعوته نفسي من صلاة وصيام وحج وجهاد فعلمني يا رسول الله كلا ما ينفعني الله به وخفف علي يا رسول الله فقال أعده فأعاد ثلاث مرات فقال رسول الله صلى الله عليه وآله ما حولك شجرة ولا مدة إلا وقد بكت من رحمتك فإذا صليت الصبح فقل عشر مرات سبحان ربي العظيم وبحمده ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فإن الله يعافيك بذلك من العمى والجنون والجذام والفقر والهرم فقال يا رسول الله هذا للدنيا فلما للآخرة؟ فقال: تقول في دبر كل صلاة اللهم اهدني من عندك وافض علي من فضلك (رحمتك) وانشر علي من رحمتك وأنزل علي من بركاتك قال فقبض عليهن بيده ثم مضى وفي الموثق عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لأصحابه ذات يوم أرأيتم لو جمعتم ما عندكم من الآلات والأبنية ثم وضعتم بعضه على بعض ترونه تبلغ السماء قالوا لا يا رسول الله فقال أحدكم إذا فرغ من صلاته سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ثلاثين مرة وهي تدفعن الهرم والغرق والحرق والتردي في البئر وأكل السبع وهيئة السوء والبلية التي نزلت على العبد في ذلك اليوم وفي الحسن عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال أقل ما يجزيك من الدعاء بعد الفريضة أن تقول اللهم إني أسألك من كل خير أحاط به علمك وأعوذ بك من كل سوء أحاط به علمك اللهم أني أسألك عافيتك في أموري كلها وأعوذ بك من خزي الدنيا وعذاب الآخرة وفي الحسن عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: لا تنسوا الموجبتين أو قال عليكم بالموجبتين في دبر كل صلاة قلت والموجبتان قال تسأل الله الجنة وتعوذ بالله من النار وعن محمد الواسطي