حنيفة خلافا للشافعي ففي وجه القولين ما تقدم في الخلاف. [الخامس] قيل يكره المسافرة بالمصحف إلى أرض العدو لئلا يناله أيدي المشركين. [السادس] يجوز تعليقه بعود ومسه به وكتب المصحف بيده من غير أن يمسه عملا بالأصل السالم عن معارضة تناول النهي له. [السابع] لو تصفحه بكمه لم يكن به بأس عملا بالأصل السالم عن معارضة المس وفيه للجمهور خلاف. [الثامن] يجوز مس كتب التفسير وأحاديث النبي (صلى الله عليه وآله) وكتب الفقه وغيرها والرسائل وإن كان فيها آيات من القرآن للمحدث والجنب عملا بالأصل ولأنه لا يقع عليها اسم المصحف عنه ولا يثبت لها حرمة أما الآيات الموجودة في الكتب إذا لمسها ففي تناول التحريم له تردد وأقر به التحريم لان النهي معلق بكل آيات القرآن ضرورة عدم اللمس دفعة واحدة وبانضمام غيره إليها لا يخرج عن كونها قرآنا وقالت الشافعية إن كانت الآيات مكتوبة بخط غليظ والتفسير بدقيق حرم مسحها كالمصحف وإلا فلا. [التاسع] الدراهم المكتوب عليها القرآن يتناولها المنع من المس لما قلناه ولان القرآن مكتوب عليها فأشبهت الورقة وهو اختيار أبي حنيفة وقال بعض الجمهور بالجواز لأنه لا يقع عليها اسم المصحف فأشبهت كتب الفقه والمشقة الحاصلة من الاحتراز وكذا البحث في الصبيان في الكتاتيب وللشافعية فيها وجهان. [العاشر] لو غسل المحدث بعض أعضائه لم يخرج المنع لأنه غير متطهر إلا بغسل الجميع. [الحادي عشر] لا يحرم مس كتابة التوراة والإنجيل على الجنب والمحدث وبه قال الشافعي لأنها منسوخة.
[الثاني عشر] المنسوخ حكمه خاصة يحرم مسه لأنه حرمة القرآن والمنسوخ تلاوته لا يجوز مسه وإن بقي حكمه لخروجه عن كونه قرآنا.
* مسألة: يستحب الوضوء في أماكن الصلاة والطواف المندوبين لأنها شرط فيهما فلا يصحان بدونهما والأصل مندوب فالفرع أولى، ولطلب الحوائج لما رواه الشيخ عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال سمعته يقول من طلب حاجة وهو على غير وضوء فلم تقض فلا يلومن إلا نفسه، و تجديده مع بقاء حكمه عند كل صلاة لما رواه سعدان عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال الطهر على الطهر عشر حسنات، ولحمل المصحف لأنه مناسب للتعظيم، ولأفعال الحج عن الطواف الواجب وصلاته لوجوبه، والكون على الطهارة، ولدخول المساجد لما رواه ابن بابويه عن كليب الصيداوي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال مكتوب في التوراة أن بيوتي في الأرض المساجد فطوبى لمن تطهر في بيته ثم زارني وحق المزور أن يكرم الزائر ولأنه يستحب الصلاة تحية وهي مفتقرة إلى الطهارة مكروهة في المسجد فاستحب التقديم، وللنوم لما رواه ابن بابويه في ثواب الأعمال عن محمد بن كردوس عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال من توضأ ثم أوى إلى فراشه بات وفراشه كمسجده، وللصلاة على الجنائز، ولزيارة قبور المؤمنين، ولقراءة القرآن، ولنوم الجنب لما رواه الشيخ عن سماعة قال سألته عن الجنب يجنب ثم يريد النوم فقال إن أحب أن يتوضأ فلا يفعل والغسل أفضل من ذلك وإن هو نام ولم يتوضأ ولم يغتسل فليس عليه شئ إن شاء الله تعالى، ولا كل الجنب لما رواه الشيخ عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله (عليه السلام) قلت أيأكل الجنب قبل أن يتوضى قال إنا لنكسل ولكن ليغسل يده والوضوء أفضل، ولجماع المحتلم، والحامل، وجماع غاسل الميت ولم يغتسل، و لمريد غسل الميت وهو جنب، وللحائض تجلس في مصلاها يذكر الله تعالى. وللتأهب لصلاة الفرض قبل وقته لاستحباب الصلاة في أول وقتها وهو غير ممكن إلا بتقديم الوضوء على الوقت. خاتمة: متعلق بثواب الوضوء وعلته روى محمد بن يعقوب في كتابه عن محمد بن بشير قال سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول وهو يحدث الناس بمكة قال صلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) الفجر ثم جلس مع أصحابه حتى طلعت الشمس فجعل يقوم الرجل بعد الرجل حتى لم يبق معه إلا رجلان أنصاري وثقفي فقال لهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد علمت أن لكما حاجة تريدان أن تسألا عنها فإن شئتما أخبرتكما بحاجتكما قبل أن تسألا وإن شئتما فاسألا عنها قالا تخبرنا قبل أن نسألك عنها فإن ذلك أجلى للعماء وأبعد من الارتياب وأثبت للايمان قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) أما أنت يا أخا ثقيف فإنك جئت تسألني عن وضوئك وصلاتك ما لك في ذلك من الخير أما وضوؤك فإنك إذا وضعت يدك في إناء فقلت بسم الله تناثرت منها ما اكتسبت من الذنوب وإذا غسلت وجهك تناثرت الذنوب التي اكتسبت بها عيناك التي تنظر بها وفوك، وإذا غسلت ذراعيك تناثرت الذنوب التي بطشت بها يدك، فإذا مسحت على رأسك وقدميك تناثرت الذنوب التي مشيت إليها على قدميك فهذا لك في وضوئك وروي عن سماعة عن أبي الحسن (عليه اللام) قال من توضى للمغرب كان وضؤه ذلك كفارة لما مضى من ذنوبه في يومه إلا الكبائر ومن توضى للصبح كان وضؤه ذلك كفارة لما مضى من ذنوبه في ليله إلا الكبائر وروى ابن بابويه عن عبد الرحمن بن كثير الهاشمي عن أبي عبد الله (عليه السلام) لما وصف وضوء أمير المؤمنين (عليه السلام) ثم قال يا محمد من توضى مثل وضوئي وقال مثل قولي خلق الله عز وجل عن كل قطرة ملكا يسبحه و يقدسه ويكبره ويكتب الله تعالى ثواب ذلك إلى يوم القيامة وروى ابن بابويه عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال من توضأ وذكر اسم الله طهر جميع جسده فكان الوضوء إلى الوضوء كفارة لما بينهما من الذنوب ومن لم يسم لم يطهر جسده إلا ما أصابه الماء وروى ابن بابويه في الصحيح عن علي بن جعفر عن أخيه موسى (عليه السلام) عن أبيه جعفر بن محمد (عليهم السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) من أسبغ وضؤه وأحسن صلاته وأدى زكاة ماله وكف عصبيته وسجن لسانه واستغفر لذنوبه وأدى النصيحة لأهل بيت نبيه فقد استكمل حقائق الايمان وأبواب الجنة مفتحة له وروي عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه (صلوات الله عليهم) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليبالغ أحدكم في المضمضة والاستنشاق فإنه غفران لكم ومنفرة للشيطان وروى ابن بابويه انه جاء نفر من اليهود إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فسألوه عن مسائل فكان فيما سألوه أخبرنا