جنبا لم يعتد به وهو قول إسحاق بن راهويه. لنا: أن الجنابة أحد الحدثين فلا يشترط فقده كالآخر ولأنه لا يزيد على قراءة القرآن والطهارة غير شرط فيه ويؤيده ما رواه الشيخ في الصحيح عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (ع) قال: لا بأس أن يؤذن وأنت على غير طهور ولا تقيم إلا وأنت على وضوء وعن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله (ع) قال: لا بأس أن يؤذن المؤذن وهو جنب ولا يقيم حتى يغتسل احتج المخالف بحديث وائل وأبي هريرة والجواب أنه محمول على الاستحباب لان عمل المسلمين على خلاف ذلك. [الثاني] الطهارة في الإقامة أشد استحبابا منها في الأذان لحديث ابن سنان وابن عمار والأقرب اشتراط الطهارة وفيها للحديثين. [الثالث] لو أحدث في خلال الأذان تطهر و بنى لان الحدث لا يمنع منه ابتداء وكذا استدامة ولو كان في الإقامة استأنف. [الرابع] لو أحدث في أثناء الصلاة أعادها ولم يعد الإقامة ذكره الشيخ لان فائدة الإقامة وهي الدخول بها في الصلاة قد حصل أما لو تكلم أعادها مع الصلاة لما رواه محمد بن مسلم في الصحيح عن أبي عبد الله (ع): لا تكلم إذا أقمت الصلاة فإنك إذا تكلمت أعدت الإقامة. * مسألة: ويستحب أن يكون صيتا لان القصد به الاعلام و النفع بالصيت فيه أبلغ ولا نعرف فيه خلافا روى الجمهور عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لعبد الله بن زيد القه على بلال فإنه أندى صوتا منك واختار (ع) أبا محذورة للأذان لكونه صيتا ومن طريق الخاصة ما رواه الشيخ في الصحيح عن محمد بن مروان قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: المؤذن يغفر له مد صوته بشهادة كل شئ سمعه وعن سعد بن ظريف عن أبي جعفر (ع) قال: من أذن عشر سنين محتسبا يغفر له مد بصره وصوته في السماء ويصدقه كل رطب ويابس سمعه وله من كل من يصلي معه في مسجده سهم وله من كل من يصلي بصوته حسنة وفي الصحيح عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله عن أبي عبد الله (ع) قال: إذا أذنت فلا تخفض صوتك فإن الله يأجرك مد صوتك. * مسألة: ويستحب أن يؤذن على مرتفع لأنه أبلغ في رفع الصوت فيكون النفع به أتم وقال الشيخ في المبسوط يكره الأذان في الصومعة قال ولا فرق بين أن يكون الأذان في المنارة أو على الأرض والأولى ما اخترناه من استحباب العلو ويؤيده ما رواه الشيخ عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (ع) قال: كان طول حائط مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله قامة وكان (ع) يقول لبلال: إذا دخل الوقت اعل فوق الجدار وارفع صوتك بالأذان فإن الله عز وجل قد وكل بالأذان ريحا يرفعه إلى السماء وقد روى الشيخ عن علي بن جعفر قال سألت أبا الحسن (ع) عن الأذان في المنارة أسنة هو؟ فقال: إنما كان يؤذن النبي صلى الله عليه وآله في الأرض ولم يكن يومئذ منارة وهذا لا ينافي ما ذكرناه من استحباب العلو. * مسألة: ويستحب أن يؤذن قائما ويتأكد في الإقامة وهو قول أهل العلم كافة لان النبي صلى الله عليه وآله قال لبلال قم فأذن وكان مؤذنوه (ع) يؤذنون قياما ومن طريق الخاصة ما رواه الشيخ عن حمران قال سألت أبا جعفر (ع) عن الأذان جالسا؟ فقال: لا يؤذن جالسا إلا راكب أو مريض ولان رفع الصوت مع القيام يكون أبلغ. فروع: [الأول] القيام في الإقامة آكد روى الشيخ في الصحيح عن محمد بن مسلم قال قلت يؤذن الرجل وهو قاعد؟ قال: نعم ولا يقيم إلا وهو قائم وفي الصحيح عن أحمد بن محمد عن العبد الصالح (ع) قال: يؤذن الرجل وهو جالس ولا يقيم إلا وهو قائم. [الثاني] يجوز له أن يؤذن راكبا وعلى الأرض أفضل ويتأكد في الإقامة بما رواه الشيخ في الصحيح عن العبد الصالح (ع) قال: تؤذن وأنت راكب ولا تقيم إلا وأنت على الأرض. [الثالث] يجوز أن يؤذن وهو ماش والوقوف أفضل ويتأكد في الإقامة روى الشيخ في الصحيح عن محمد بن مسلم عن أحدهما (ع) قال سألته عن الرجل يؤذن وهو يمشي أو على ظهر دابته أو على غير طهور؟ فقال:
نعم إذا كان التشهد مستقبل القبلة فلا بأس وعن سليمان بن صالح عن أبي عبد الله (ع) قال: لا يقيم أحدكم الصلاة وهو ماش ولا راكب ولا مضطجع إلا أن يكون مريضا وليتمكن في الإقامة كما يتمكن في الصلاة ويجوز الإقامة ماشيا روى ذلك يونس بن الشيباني عن أبي عبد الله (ع) قلت له أؤذن وأنا راكب؟ فقال: نعم، قلت فأقيم وأنا راكب؟ قال: لا، قلت فأقيم ورجلي في الركاب؟ قال: لا، قلت فأقيم وأنا قاعد، قال: لا، قلت فأقيم وأنا ماش؟ قال: نعم، ماش إلى الصلاة.
* مسألة: ويستحب أن يؤذن مستقبل القبلة ويتأكد في الإقامة وقال السيد المرتضى يجوز الأذان بغير وضوء من غير استقبال القبلة إلا في الشهادتين والإقامة لا يجوز إلا على وضوء واستقبال القبلة أما استحباب الاستقبال فلما تقدم من الأحاديث كحديث محمد بن مسلم عن أحدهما (ع) وأما عدم الوجوب فلانه كيفية لمندوب فلا يزيد حكمه على حكم أصله. فرع: المستحب ثبات المؤمن على الاستقبال في أثناء الأذان والإقامة ويكره الالتفات يمينا وشمالا وقال أبو حنيفة: يستحب له أن يدور بالأذان في المدمى وقال الشافعي: يستحب له أن يلتفت عن يمينه عند قوله حي على الصلاة وعن يساره عند قوله حي على الفلاح. لنا: ما رواه الجمهور عن النبي صلى الله عليه وآله أن مؤذنيه كانوا يؤذنون مستقبل القبلة ولان الاستقبال فيه مستحب إجماعا فيستحب في أبعاضه احتجوا بأن بلالا أذن والتفت يمينا وشمالا عند الحيعلتين. والجواب: أنه معارض بما ذكرناه ولأنه يحتمل أن يكون فعل ذلك لا لكونه مستحبا بل لاعتقاد كونه كذلك أو لأمور أخر. * مسألة: ويستحب له أن يرفع صوته بالأذان لأنه أنفع فالثواب به أكثر ولما تقدم من الأحاديث الدالة على تقدير الثواب بمقادير بعد الأصوات ولا يجهد نفسه في رفع صوته بحصول الضرر بذلك والمستحب له أن يرفع صوته في جميع فصوله ولو كان الأذان للحاضرين جاز له إخفائه بحيث لا يتجاوزهم الصوت ويستحب أن يكون حسن الصوت