الخضاب الآخر الذي يستعمل كثيرا ولكن دون استعمال الأول فهو ان يؤخذ العفص ويمسح بالزيت ويحرق وأجوده في قدر مطين وغاية لاحتراق قدر ما يسود وينسحق ولا يبالغ فيه ويؤخذ منه وزن عشرين درهما ومن الروسختج عشرة ومن الشب درهمان ومن الملح الدراني درهم يتخذ منه خضاب فإنه يسود الشعر تسويدا ثابتا وقد يستعمل على هذه النسخة (وصفته) يؤخذ رطل من العفص ويمسح بزيت ويقلى حتى يتشقق ويؤخذ من الروسختج ومن الشب ومن الكثيراء من كل واحد خمسة عشر ومن الملح سبعة دراهم يجاد سحق الجميع ويعجن بماء حار ويختضب به ويترك ثلاث ساعات وربما خلطوا به حناء ووسمة والذي هو مشهور بعد هذا فهو المتخذ من النورة والمرداسنج والطين المأكول أو الخوزي أو طين قيموليا أو أي طين شئب من أصناف طين الرأس أجزاء سواء يعجن بالماء عجن الخضاب ويستعمل ويعلى بورق السلق وملاك الامر شدة سحق المرداسنج وان كان ماؤه ماء الحناء والوسمة المأخوذ بتكرير طبخها أو تشميسها فيه فهو أجود ولكن من الواجب ان يترك قريبا من ست ساعات وتحفظ عليه رطوبته * وأيضا يؤخذ من الحنا ومن الوسمة ومن المرداسنج المسحوق كالكحل ومن النورة ومن العفص المقلو ومن الروسختج ومن الشب والطين والكثيراء والقرنفل أجزاء سواء يختضب به * وههنا خضابات مسودة قد ذكرت في الكتب أوردت منها ما هو أقرب إلى أن يقبله القلب أو يقع به الايمان (صفة خضاب جيد) يؤخذ من الحناء جزء ومن الوسمة جزآن ومن الروسختج والشب والملح الدراني والعفص المقلو وخبث الحديد أجزاء سواء يسحق بالخل ويترك حتى يتخمر ويستعمل ومما ذكر من ذلك دواء بهذه الصفة * ونسخته ان يؤخذ خبث الحديد بعد السحق في خل خمر يعلوه بأربع أصابع سحقا شديد أو يطبخ إلى النصف ثم يترك فيه أسبوعين حتى يتزنجر كله ويؤخذ مثل الخبث هليلج أسود ويصب عليه ذلك الخل بعد سحقه ويطبخ حتى ينشف الخل ويصير كالخلوق ثم يغمر بالدهن ويطبخ حتى يصير كالغالية وان شئت طيبته وهذا ان صبغ مع الدهانة فلقوة صدا الحديد (وأيضا) قالوا ان خبث الفضة المطبوخ في الخل طبخا شديدا يعد في جملة المسودات القوية والأحب إلى أن يكون بدل الخل حماض النارنج أو الأترج وأن يكون بدل الطبخ الترك للحديد فيهما مدة وقالوا أيضا ان ترك في قنينة ساف من شقائق النعمان وساف من شب وقتة وسك للرطل من الشقائق أوقيتان منهما ودفن في الزبل انحل خضابا قالوا وكذلك ان دفن نبات الشعير الرطب قبل ان يسنبل مع نصفه شبا في السرقين في جوف قارورة صار كله ماء اسود ولطوخا مسودا قالوا وكذلك ان قور القرع الرطب وهو على شجرته واخرج ما فيه وجعل فيه ملح وشئ قليل من خبث الحديد ورد القشر المقور وطين فان جميع ما فيه ينحل ماء اسود خضابا أو مداد قالوا وان سحق ورق الكبر وطبخ بلبن وخصوصا لبن النساء حتى يبلغ الثلث ويترك الليل كله كان خضابا جيدا والأولى عندي ان يكون من جملة الحافظات وقد شهد جالينوس لهذا الخضاب (وأيضا) قال يؤخذ من الزهرة التي تكون مثل العناقيد في شجر الجوز فتسحق بزيت ويطلى به مع شئ من قفر رطب وقال بعضهم إذا خلط به بعر الماعز جاد قالوا وكذلك قشور أصل الغارب إذا سحق بالزيت وادهن به فإنه يسود وعندي انه ان كان صباغا أيضا أضعف فعله
(٢٧٣)