استكمال تولد القيح في الموضع فان هذا انما يحتمل حيث لا يكون الغشاء المسمى بالام مضغوطا أو منخوسا فان النخس يوجب في الحال ورما وتشنجا وربما أدى إلى السكتة فيجب ان يخرج ذلك العظم في الحال فيعود الحس ان كانت سكتة في الحال واما ان كان ثقب فالامر أشد استعجالا وإذا انكسر القحف وبرز الحجاب وورم سمى ذلك فطرة فعليك فيما ذكرناه بمثل هذا الاستعجال وان كان لابد من انتظار فإلى يومين أو ثلاثة وفي أكثر الامر يجب ان يعالج في الثاني والقطع قد يكون بالمنشار اللطيف المذكور وقد يكون بان يثقب ثقب صغار متتالية بحيث يجب ان يسقط منه على أن فيه خطرا فإنه ربما نفذ دفعة إلى الغشاء اللهم الا ان يكون احتيل بالحيلة التي ذكرناها فيكون أسلم وأما كيفية هذا العلاج فلنذكر في ذلك ما قاله الأولون قالوا ينبغي ان يحلق أولا رأس المشجوج ويصير فيه شقين متقاطعين على زوايا قائمة ويقطع أحدهما الآخر بشكل صليب وينبغي ان يكون أحد الشقين الشق الأول الذي كان من الضربة ثم ينبغي ان يسلخ ما تحت الزوايا الأربع لينكشف العظم كله الذي تريد تقويره فان عرض من ذلك نزف دم فينبغي ان تحشوها بخرقة مغموسة في ماء وخل والا فاحشها بخرق يابسة ثم صير عليها رفادة مغموسة في شراب وزيت ويستعمل الرباط الذي يصلح لذلك حتى إذا كان الغد ان لم يحدث شئ من الاعراض الرديئة فينبغي ان تأخذ في تقوير العظم المكسور وذلك أنه ينبغي ان يجلس العليل أو تأمره ان يستلقي على الشكل الذي يصلح للكسر ثم يسد أذنيه بصوف أو بقطن لئلا يتأذى من صوت الضرب ويحل رباط الجراح وينزع جميع الخرق منه ويمسحه ثم يأمر خادمين ان يضبطا بخرق رقيقة أربع زوايا الجلد الذي قد شق ويمددها إلى فوق أعني الجلد الذي يكون على العظم المكسور وان كان العظم ضعيفا من طبعه أو من الكسر الذي عرض له فينبغي ان ينزعه بمقاطع بعض بحذاء بعض ويبتدئ من اعرض ما يكون منها ثم يستبدل منها المقاطع الرقيقة ثم يصير إلى الشعرية ويستعمل الرفق في النقر والضرب لئلا يؤذى الرأس ويقلعه وان كان العظم قويا ينبغي أولا ان يثقب بالمثاقب التي تسمى غير غائبة وهي مثاقب يكون لها نتوء قليل داخلا من المواضع الحادة منها ليمنعا ذلك النتوء من أن يغوص فيصل إلى الصفاق حتى يقور بها العظم المصدوع فيقلعه لا بمرة بل قليلا قليلا فان أمكنه ان يقلعه بالأصابع فذاك والا في منقاش أو كلبتين أو نحو ذلك وينبغي ان يكون بين الثقب فروج قدر مرود حتى يصير قريبا من سطح العظم الداخل وينبغي ان يتقى أن يمس المثقب شيئا من الصفاق ولهذا ينبغي ان يكون المثقب قدر ثخن العظم وان يستعمل في ذلك مثاقب كثيرة فان كان الكسر انما هو في موضع انثناء العظام فقط فينبغي ان يصير التفات إلى ذلك الانثناء فقط حتى إذا قورنا العظم فينبغي ان يسوى خشونة عظم الرأس الذي يكون من القطع والتقوير اما بمجرد واما بشئ من المقاطع التي تشبه الشفرة بعد أن بضع من تحت الآلة التي تستر الصفاق وتحفظه وان بقى شئ من العظام الصغار أو الشظايا فينبغي أن يؤخذ برفق ثم يصير إلى العلاج بالفتل والمراهم فان هذا أسهل ما يكون من أنواع العلاج وأقل مضرة وقال جالينوس إذا أنت كشفت جزأ من عظم الرأس فصير تحته مقطعا يكون الجزء الذي يشبه العدسة في آخره ثابتا كالأملس ويكون الحاد في الطول حتى يكون العرض العدسي
(٢٠٩)