عفن ولكل واحد منها حال والقروح الصلبة الآخذة نحو الاخضرار والاسوداد رديئة والقروح الباردة رهلة بيض وتستريح إلى الأدوية المسخنة والحارة إلى حمرة وتستريح إلى البرد والقروح الرديئة إذا صحبها لون من البدن ردئ كأبيض رصاصي أو أصفر فذلك دليل على فساد مزاج الكبد وفساد الدم الذي يجئ إلى القرحة فيعسر الاندمال والقروح التي أرضها حارة ومعها حكة ففضلها حريف والتي أصولها عريضة بيض قليلة الحكة فمزاجها بارد والقروح المتولدة عقيب الأمراض رديئة لان الطبيعة تدفع إليها باقي فساد الفضلات والقروح الناثرة للشعر عما يليها رديئة وقيل في كتاب علامات الموت السريع إذا كان بالانسان أورام وقروح لينة فذهب عقله مات والقروح الخبيثة قد يكون سببها جراحة تصادف فضولا خبيثة من البدن أو تدبيرا مفسدا وقد تكون تابعة لبثور رديئة فيكون عنها تسرعها إلى التقرح بعد التبثر ويدل على خبث القرحة تعفنها وسعيها وأفسادها ما حولها وعسر برئها في نفسها مع صواب العلاج لها * وأفضل الدلائل الدالة على سلامة القروح والجراحات في عواقبها المدة كان بدواء مفتح أو من فعل الطبيعة فان ذلك فعل الطبيعة على المجرى الطبيعي ولن تتولد المدة الا عن نضج طبيعي ولا يصحبها مكروه من اعراض القروح الرديئة وخصوصا المدة المحمودة البيضاء الملساء المستوية التي نالت تمام النضج ولا يصحبها نتن ولا عفونة فيها وربما لم تخل عن نتن قليل فان المدة تحدث بتعاون من حرارة غريزية وأخرى غريبة وقد قلنا في المدة في موضع آخر * وأما القرحة التي تحدث للتشنج والقرحة المتعفنة والسرطانية والخيرونية والمتأكلة وما يجرى مجراها فلا تتولد منها مدة بل إذا ظهر في القرحة مدة وورم فإنه علامة خير ليس يخاف معه التشنج واختلاط العقل ونحوه وان كان في موضع يوجب ذلك مثل الأعضاء الخلفية والقدامية الا أن يكون الامر عظيما مجاوزا للحد فان غاب الورم دفعة وغار ولم يتحلل بقيح أو نحوه ثم كان مجاورا للأعضاء العصبية كالقروح الظهرية فإنها في جوار الصلب والنخاع والقروح التي تقع في مقدم الفخذ والركبة فإنها أيضا على العضل العصبية التي فيها آل الامر إلى التشنج واختلاط العقل أيضا * وان وقع في الأعضاء العرقية وأكثرها في مقدم تنور البدن خيف اما اسهال دم ان وقع في النصف الأسفل من التنور وكذلك قد يخاف منه اختلاط العقل أو خيف ان تقع ذات الجنب في التقيح من بعده أو في نفث الدم ان وقع في النصف الاعلى منه وقد علمت معنى التقيح في الصدر من الكتاب الثالث وقد يخاف فيه أيضا اختلاط العقل * ومن العلامات الجيدة للقروح ان ينبت حواليها الشعر المنتثر * واقبل الأبدان لعلاج القروح أحسنها مزاجا وأقلها رطوبة فضلية مع وجود الدم الجيد فيها وأما كثير الرطوبة أو اليبس فهو بطئ القبول للعلاج في القروح على أن الرطب كالصبيان أقبل من الناس كالمشايخ وخصوصا إذا كان المزاج الأصلي يابسا عديم الدم النقي والعرضي رطبا مترهلا كما في المشايخ أيضا ولذلك صار المستسقون بعسر علاج قروحهم والحبالى أيضا لاحتباس فضولهن لامتساك حيضهن * وأما المشايخ فلا تبرأ قروحهم لذلك ولسبب قلة دمهم الجيد وربما برأ القرح ثم انتقض لأنه انما نبت فيه اللحم قبل التنقية فلما احتبس فيه فضل غير نقى وجب من ذلك أن يفسد الاتصال الحادث ثانيا وقد
(١٦٩)