من قصب وأزجتها تكون من الحديد ومن النحاس ومن الرصاص القلعي ومن القرون العظام ومن الحجارة ومن القصب ومن الخشب وبعضها يكون مستديرا وبعضها يكون له ثلاث زوايا وأربع زوايا ومنها ماله السن لسانان أو ثلاثة ومنها ما يكون له زج ومنها ما لا يكون له زج والذي له زج فربما كان زجه مائلا إلى خلف لكي ما إذا مد إلى خارج تعلق بالجسم وفي بعضها يكون الزج مائلا إلى قدام ليندفع ومنها ما تكون أزجته تتحرك بشئ شبيه بلولب فإذا مدت إلى خارج تنبسط فتمنع السهم من الخروج وبعضه يكون زجه عظيما ويكون له طرف قدر ثلاث أصابع وبعضها قدر إصبع وتسمى ذبابية وبعضها يكون بسطيا وبعضها يكون قد زيدت عليه حدائد دقاق فإذا اخرج السهم بقيت تلك الحدائد في عمق الأجسام وبعضها يكون زجه مغروزا في السهم وبعضها ألزجه أنابيب تدخل فيها السلام وبعضها تستوثق من تركيبه وبعضها لا يستوثق منه لكي ما إذا جذب إلى خارج فارق السهم الزج فبقى الزج في الجسد وبعضها يكون مسموما وبعضها لا يكون مسموما فالسهم يخرج على نوعين أحدهما الجذب والآخر الدفع وذلك أن السهم إذا نشب في ظاهر الجسد يكون اخراجه بالجذب ويستعمل أيضا الجذب إذا نشب السهم في عمق الجسد وكان يتخوف من المواضع التي تكون قبالة السهم انها ان جرحت عرض منها نزف دم مهلك أو اذى شديد ويخرج السهم بالدفع إذا تشب في اللحم وكانت الأجسام التي تستقبلها قليلة ولم يكن هناك شئ يمنع من الشق لا عصب ولا عظم ولا شئ آخر يشبه هذه الأشياء فان كان المجروح عظما فانا نستعمل حينئذ الجذب فان كان السهم ظاهرا جذبناه وان كان خفيا فينبغي كما قال بقراط ان أمكن المجروح ان يصير نفسه على الشكل الذي كان عليه عندما جرح فينبغي ان يستدل به على السهم وان لم يمكنه ذلك فينبغي ان يستلقي على ما يمكنه من الشكل وان يستعمل التفتيش والعصر وان كان قد نشب في اللحم فليجذبه بالأيدي أو بخشبته ان كانت لم تسقط سيما ان لم تكن من قصب فان كانت سقطت الخشبة فليخرج الزج بكلبتين أو بمنقاش أو بالآلة التي يخرج بها السهام وينبغي في بعض الأوقات ان تشق اللحم شقا أكثر إذا لم يمكن ان يخرج الزج من الشق الأول وان صار السهم إلى قبالة العضو المجروح ولم يمكن ان يخرج من الجانب الذي منه دخل فينبغي ان تشق تلك المواضع التي قبالته ويخرج منها اما بالجذب واما بالدفع ان كانت خشبة الزج فيه وان كانت الخشبة سقطت فليدفع بشئ آخر ويدفع به الزج إلى خارج وينبغي ان لا يقطع بدفعنا إياه عصبا أو شريانا وان كان للزج ذنب فانا نعلم ذلك من التفتيش وينبغي ان يدخل ذلك الذنب في نيوب الآلة التي بها يدفع السهم ويدفعه بها فإذا خرج الزج ورأينا فيه مواضع محفورة ويمكن ان يصير فيها حدائد أخر دقاق فلنستعمل التفتيش أيضا فان أصابنا شئ من هذه الحدائد أخرجناه بهذه الحيل فان كان للزج شعب مختلفة ولم تجب إلى الخروج فينبغي لنا ان نوسع الشق ان لم يكن بالقرب من ذلك الموضع عضو نتخوف منه حتى أن انكشف الزج أخرجناه برفق ومن الناس من يجعل تلك الشعب في أنبوب لئلا يخرج اللحم ثم إن كان الجرح ساكنا ليس به ورم حار استعملنا الخياطة أولا ثم العلاج الذي ينبت اللحم وان كان قد عرض للجرح ورم حار فينبغي ان نعالج ذلك بالتنطيل والأضمدة * واما السهام المسمومة فينبغي ان
(١٦١)