انما يكون إذا كان في العضو المجاور له أمراض رديئة سببها دم لطيف حاد فإذا فصد الشريان المجاور له ولم يكن مما فيه خطر كان عظيم المنفعة والعروق المقصودة من اليد اما الأوردة فستة القيفال والأكحل والباسليق وحبل الذراع والأسيلم والذي يخص باسم الإبطي وهو شعبة من الباسليق وأسلمها القيفال ويجب في جميع الثلاثة ان يفتح فوق المأبض لا تحته ولا بحذائه ليخرج الدم خروجا جيدا كما يتروق ويؤمن آفات العصب والشريان وكذلك القيفال وفصده الطويل أبطأ لالتحامه لأنه مفصلي وفي غير المفصلي الامر بالخلاف وعرق النسا والأسيلم وعروق أخرى الأصوب أن يفصد فيها طولا ومع ذلك فينبغي أن يتنحى في القيفال عن رأس العضلة إلى الموضع اللين ويوسع بضعه ولا يتبع بضع بضعا فيرم وأكثر من وقع عليه الخطأ في موضع فصد القيفال لم يقع بضربة واحدة وان عظمت بل انما تحدث النكاية بتكرير الضربات وابطاء فصده التحاما هو الذي في الطول ويوسع فصده ان أريد أن يثنى وإذا لم يوجد هو طلب بعض شعبه التي في وحشي الساعد والأكحل فيه خطر للعصبة التي تحته وربما وقع بين عصبتين فيجب أن يجتهد ليفصد طولا ويعلق فصده وربما كان فوقه عصبة رقيقة ممدودة كالوتر فيجب أن يتعرف ذلك ويختلط من أن تصيبها الضربة فيحدث خدر مزمن ومن كان عرقه أغلظ فهذه الشعبة فيه أبين والخطأ فيه أشد نكاية فان وقع الغلط فأصيبت تلك العصبة فلا تلحم الفصد وضع عليه ما يمنع التحامه وعالجه بعلاج جراحات العصب وقد قلنا فيها في الكتاب الرابع وإياك أن تقرب منه مبردا من أمثال عصارة عنب الثعلب والصندل بل مرخ نواحيه والبدن كله بالدهن المسخن وحبل الذراع أيضا الأصوب فيه أن يفصد موربا الا أن يكون مراوغا من الجانبين فيفصد طولا والباسليق عظيم الخطر لوقوع الشريان تحته فاحتط في فصده فان الشريان إذا انفتح لم يرقا الدم أو عسر رقوه ومن الناس من يكتنف باسليقه شريانان فإذا علم على أحدهما ظن أنه قد أمن فربما صاب الثاني فعليك أن تتعرف هذا وإذا عصب ففي أكثر الامر يعرض هناك انتفاخ تارة من الشريان وتارة من الباسليق فكيف كان فيجب أن تحل الرباط ويمسح النفخ مسحا برفق ثم يعاد العصب فان عاد أعيد فان لم يغن فما عليك لو تركت الباسليق وفصدت الشعبة المسماة بالإبطية وهي التي على انسى الساعد إلى أسفل وكثيرا ما يغلظ النفخ وكثيرا ما يسكن الربط والنفخ من نبض الشريان ويعليه ويشهقه فيظن وريدا فيفصد وإذا ربطت أي عرق كان فحدث من الربط عليه أشباه العدس والحمص فافعل به ما قلنا في الباسليق والباسليق كلما انحططت في فصده إلى الذراع فهو أسلم وليكن مسلك المبضع في خلاف جهة الشريان من العرق وليس الخطأ في الباسليق من جهة الشريان فقط بل تحته عضلة وعصبة يقع الخطأ بسببهما أيضا قد خبرناك بهذا وعلامة الخطأ في الباسليق وإصابة الشريان ان يخرج دم رقيق أشقر يثب وبثا ويلين تحت المجسة وينخفض فبادر حينئذ والقم فم المبضع شيئا من وبر الأرنب مع شئ من دقاق الكندر ودم الأخوين والصبر والمروتضع على الموضع شيئا من القلقطار والزاج وترش عليه الماء البارد ما أمكن وتشده من فوق الفصد وتربطه ربطا بشد حابس فإذا احتبس فلا تحل الشد ثلاثة أيام وبعد الثلاثة يجب عليك أن تحتاط أيضا ما أمكن وضمد الناحية بالقوابض وكثير من الناس يبتر شريانه وذلك ليتقلص العرق وينطبق
(٢٠٨)