صرف والخالي ضده ثم المعتدل واما الجنس المأخوذ من ملمسه فأصنافه ثلاثة الحار والبارد والمعتدل بينهما واما الجنس المأخوذ من زمان السكون فأصنافه ثلاثة المتواتر وهو القصير الزمان المحسوس بين القرعتين ويقال له أيضا المتدارك والمتكاثف والمتفاوت ضده ويقال له أيضا المتراخي والمتخلخل وبينهما المعتدل ثم هذا الزمان هو بحسب ما يدرك من الانقباض فان لم يدرك الانقباض أصلا كان هو الزمان الواقع بين كل انبساطين وان أدرك كان باعتبار زمان الطرفين واما الجنس المأخوذ من الاستواء والاختلاف فهو اما مستو واما مختلف غير مستو وذلك باعتبار تشابه نبضات أو أجزاء نبضة أو جزء واحد من النبضة في أمور خمسة العظم والصغر والقوة والضعف والسرعة والبطء والتواتر والتفاوت والصلابة واللين حتى أن النبض الواحد يكون أجزاء انبساطه أسرع لشدة الحرارة أو أضعف للضعف وان شئت بسطت القول فاعتبرت في الاستواء والاختلاف في الأقسام المذكورة الثلاثة سائر الأقسام الاخر لكن ملاك الاعتبار مصروف إلى هذه والنبض المستوى على الاطلاق هو النبض المستوى في جميع هذه وان استوى في شئ منها وحده فهو مستو فيه وحده كأنك قلت مستو في القوة أو مستو في السرعة وكذلك المختلف وهو الذي ليس بمستو فهو اما على الاطلاق واما فيما ليس فيه بمستو واما الجنس المأخوذ من النظام وغير النظام فهو ذو نوعين مختلف منتظم ومختلف غير منتظم والمنتظم هو الذي لاختلافه نظام محفوظ يدور عليه وهو على وجهين اما منتظم على الاطلاق وهو ان يكون للمتكرر منه خلاف واحد فقط واما منتظم يدور وهو أن يكون له دور اختلافين فصاعدا مثل ان يكون هناك دور ودور آخر مخالف له الا أنهما يعودان معا على ولائهما كدور واحد وغير المنتظم ضده وإذا حققت وجدت هذا الجنس التاسع كالنوع من الجنس الثامن وداخلا تحت غير المستوى وينبغي ان يعلم أن في النبض طبيعة موسيقاوية موجودة فكما ان صناعة الموسيقى تتم بتأليف النغم على نسبة بينها في الحدة والثقل وبأدوار ايقاع مقدار الأزمنة التي تتخلل نقراتها كذلك حال النبض فان نسبه أزمنتها في السرعة والتواتر نسبة ايقاعية ونسبة أحوالها في القوة والضعف وفي المقدار نسبة كالتأليفية وكما أن أزمنة الايقاع ومقادير النغم قد تكون متفقة وقد تكون غير متفقة كذلك الاختلافات قد تكون منتظمة وقد تكون غير منتظمة وأيضا نسب أحوال النبض في القوة والضعف والمقدار قد تكون متفقة وقد تكون غير متفقة بل مختلفة وهذا خارج عن جنس اعتبار النظام وجالينوس يرى أن القدر المحسوس من مناسبات الوزن ما يكون على إحدى هذه النسب الموسيقاوية المذكورة اما على نسبة الكل والخمسة وهو على نسبة ثلاثة أضعاف إذ هو نسبة الضعف مؤلفة بنسبة الزائد نصفا وهو الذي يقال له نسبة الذي بالخمسة وهو الزائد نصفا وعلى نسبة الذي بالكل وهو الضعف وعلى نسبة الذي بالخمسة وهو الزائد نصفا وعلى نسبة الذي بالأربعة وهو الزائد ثلثا وعلى نسبة الزائد ربعا ثم لا يجس وأنا استعظم ضبط هذه النسب بالجس وأسهله على من اعتاد درج الايقاع وتناسب النغم بالصناعة ثم كان له قدرة على أن يعرف الموسيقى فيقيس المصنوع بالمعلوم فهذا الانسان إذا صرف تأمله إلى النبض أمكن أن يفهم هذه النسب بالجس وأقول ان أفراد جنس المنتظم وغير
(١٢٥)