6)، ويهوه هو الإله في السماء من فوق وعلى الأرض من تحت ليس سواه، (تث 4، 39).
وهو إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب (خر 3، 15 و 16)، وهو الإله الذي خلق السماوات والأرض وجبل آدم ترابا من الأرض (تك 2، 4 و 7) ومقتضى هذا أن (يهوه) اسم علم لله جلت أسماؤه.
ولكن التوراة الرائجة تقول: وأخذ يهوه الإله آدم ووضعه في جنة عدن ليعلمها ويحفظها، وأوصى يهوه الإله آدم قائلا من كل شجر الجنة أكلا تأكل ومن شجرة معرفة الخير والشر (أو معرفة الحسن والقبيح) فلا تأكل منها لأنك بيوم أكلك منها موتا تموت (تك 2، 15 - 18).
وقالت (الحية) للمرأة (حوا): أحقا قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة؟ فقالت المرأة للحية من ثمر شجر الجنة نأكل ومن ثمر الشجرة التي في وسط الجنة، قال الله تعالى: (لا تأكلا منه ولا تمساه لئلا تموتا)، وقالت الحية للمرأة لا تموتا موتا بل يعلم الله أنه بيوم أكلكما منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارف في الخير والشر، (فلما أكل آدم وحوا) انفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان.
فالتوراة الرائجة تقول بسخافة مضمونها واستغفر الله إنه قد كذب القول لآدم بأنه بيوم أكله من شجرة الخير والشر يموت موتا بل كانت الحية هي الصادقة في قولها، فإنهما لما أكلا من الشجرة انفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان وصارا عارفين في الخير والشر كما سيأتي.
والمتكلف (يه 2 ج ص 131) جمع في الاعتذار عن ذلك بين أمرين متباينين تتكفل ذات التوراة ببيان غلطهما (أحدهما) أن المراد من الموت هو الموت الروحي لأن آدم لما تعدى الوصية استوجب سخط خالقه، وتوراة المتكلف تغلطه في هذا الاعتذار فإنها تقول إن آدم قبل أكله من الشجرة لم يكن عارف الخير والشر حتى أنه لا يميز أنه عريان ولا يخجل من ذلك وهذا الحال هو الهمجية والموت الروحي، وإن من كان على مثل هذا الحال لا يدرك قبح